بخيت آل طالع الزهراني

&لم تعد خدمة الحجاج من قبل المملكة العربية السعودية خدمة تقليدية، كاستقبال جيد ووداع جميل، وباصات نقل مكيفة وخيام ضد الحريق، وقطار بالمشاعر، وتفويج محكم للحشود في كل مراحل الحج (عرفات – مزدلفة – الجمرات – طواف الإفاضة – طواف الوداع)، بل تعدت ذلك بمراحل كثيرة، بحيث صار كل عام ثمة مشروع جديد مبهر لخدمة الحجاج، مشروع ربما لم يفكر فيه أكثر الحجاج ولم يتوقعوه، بل وكان مفاجأة حتى للمثقفين والإعلاميين ومتابعي شؤون الحج. وما ذاك إلا لأن السعودية قد قطعت وعداً أمام الله قبل الناس، بأن تكون أمينة على ضيوف الرحمن، وأن يظل الحج على الدوام هاجسها الأول والأهم، وأن تبقى خدمة ملايين الحجاج هي ليس خدمة فحسب بل هي «شرف» عظيم منحه الله تعالى للبلاد (السعودية)،

ولابد أن ترتقي بجهودها إلى مستوى ذلك الشرف الأسمى. والمؤكد أننا في هذه السطور القليلة لن نستطيع أن نحيط بكل ما هو جديد لهذا العام – الجديد فقط – ذلك لأن ما يقدم وسيقدم يفوق الوصف ويتعدى الكلمات، فقد صدرت موافقة المقام السامي على تحويل أرباب الطوائف من مؤسسات وأفراد إلى شركات، من خلال رسملتها وحوكمتها وتصنيف الخدمات نوعاً وكماً، وتنظيم شؤون المطوفين والأدلاء.. وأيضاً إطلاق مبادرة تطوير وتشغيل خدمات إسكان الحجاج والمعتمرين وفق تصور خاضع لمعايير الشفافية والحوكمة وضبط المعايير وتحقيق الجودة والاستدامة وفق دراسة تحليلية، وقياس رضا الحجاج عن الإسكان في مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وهناك تفعيل ملحوظ للتقنية، فثمة المسار الإلكتروني الذي من خلاله يقوم الحاج بحجز رحلة حجه عبر شركات الحج وبإشراف وزارة الحج والعمرة لحجاج الداخل السعودي، ويتوج كل ذلك مشروع «طريق مكة»، الذي تم توسيع حجمه لهذا العام 1440هـ ليشمل خمس دول: «ماليزيا واندونيسيا وباكستان وبنغلادش وتونس»، حيث تم في دولهم إنهاء إجراءات الحجوزات والتحقق من الاشتراطات الصحية، وترميز الأمتعة في مطاراتهم القادمين منها، وبذلك يتجاوزون كل هذه الإجراءات بعد وصولهم السعودية، وينتقلون مباشرة للحافلات التي تنتظرهم بالمطارات السعودية، وكأنهم في رحلة داخلية، ومن ثم ينتقلون إلى سكنهم في مكة أو المدينة المنورة، فيما تتولى الجهات الخدمية تسلم امتعتهم وإيصالها إلى سكنهم.. القصة – قصة خدمة الحجاج – لم ولن تنتهي فصولها، ففي كل عام انجاز جديد ونوعي، وفي كل سنة مشاريع قادمة مبهرة.. ذلك لأنها السعودية؛ الأمينة على خدمة وفد الله وضيوف الرحمن بما يرضي الله. بخيت طالع الزهراني بخيت آل طالع الزهراني

&