محمد العصيمي

ليس أقسى على نفسي من أن أرى أمتي العربية في هذه الحالة من الضعف والتشرذم وقلة الحيلة؛ إلى درجة أن الأمم الأخرى تتداعى إلى (قصعتها) وتقضم من دولها ومقدراتها وهي تزيد تفرقاً وابتعاداً عن بعضها.

حكم العرب على أنفسهم في هذا الزمان، بفعل سلوكيات بعض الأنظمة وبحكم التخلف العام، أن يكونوا الأقل حظاً وقوة، حتى أن أمماً أخرى، لا تبلغ ربعهم أو خمسهم، تفوقت عليهم عسكرياً واقتصادياً وثقافياً. وحتى أن دولاً تقاس مساحتها بالسنتيميتر أصبحت على قوائم التفوق التكنولوجي والأعلى دخلاً، بينما دول عربية كبرى لا تزال تدير حوارات عن رغيف الخبز وزيت الطبخ.

كل دولة عربية لديها ما يكفيها أو يفيض عن حاجتها من المشاكل وسوء الأحوال على كل صعيد. والسبب أن هذه الدول مصابة بالاختراقات والخيانات والعصبيات والفوقيات التي تنخر نخر السوس في وجودها وعلاقتها بمحيطها وشقيقاتها.

ليس أدل على ذلك من بعض المواقف العربية الباهتة التي رأيناها بعد الاعتداءات الغاشمة على منشآت النفط السعودية في بقيق. كل الدول العربية، التي وقفت معها المملكة وقوفاً حقيقياً وصادقاً في أزماتها، أعطتنا ظهرها أو نصف ظهرها، بل إن أطيافاً من شعوب هذه الدول وجد مادة دسمة للتشفي والشماتة بما حدث لنا.

بالنتيجة أقول إنه لا رجاء في هذه الدول ولا أمل في شفائها من أسقامها. كل الرجاء وكل الأمل بالله ثم في بناء قوتنا وقدرتنا الذاتية البحتة حيث يثبت لنا، مع كل حادث وأزمة، أنه ما حك جلدنا مثل ظفرنا.