صالح البيضاني&

في ظروف بالغة التعقيد سياسياً وأمنياً وفي خضم موجه من التحريض والتشويه لم يسبق لها مثيل في تاريخ المنظمات الإنسانية، عمل الهلال الأحمر الإماراتي في اليمن، وأسهم في تخفيف معاناة اليمنيين جراء الحرب والعوامل الطبيعية التي ضربت مجتمعةً.

كانت هذه المنظمة الإنسانية بمثابة هلال خصيب آخر، كثير الخير والنماء وممتلئ وزاخر بالقيم النبيلة، التي لمسها اليمنيون البسطاء في عدد من المحافظات التي عمل فيها الهلال الأحمر الإماراتي، وامتدت إليها أيادي العطاء البيضاء.

يتحدث اليمنيون أو الجزء الأكبر منهم الذي لم تنل منه أكاذيب الآلة الإعلامية الموجهة، عن الهلال الإماراتي بحالة من العرفان للدور الذي قام به طوال السنوات الماضية، غير أن موجة الحقد والتشويه الإعلامي التي ظلت تلاحق هذه المنظمة لم تتوقف عن ضخ أكاذيبها، التي، وإن لامست بعض مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنها لم تلامس قلب يمني عرف عن كثب الدور الإنساني الفريد الذي لعبه الهلال الأحمر الإماراتي طوال فترة تواجده في اليمن.

&لقد أعاد تأهيل البنية التحتية في العديد من المحافظات التي تحررت من الميليشيات الحوثية أو التنظيمات الإرهابية، كما قام الهلال بدور إضافي في مد يد العون لجرحى الحرب وإرسال الآلاف منهم للعلاج في الخارج، كما استطاعت هذه المنظمة الإنسانية أن تتجاوز حالة الاصطفاف السياسي والتحشيد الإعلامي، وأن تواصل عملها في ظروف بالغة الصعوبة على كافة المستويات.

تمكن الهلال الإماراتي من كسب رهانه الإنساني من خلال تجاوزه للعوائق التي قد تتعرض لها أي منظمة إنسانية عالمية تعمل في ظل الحرب والتجاذبات السياسية والجهوية، وأضاف لذلك منجزاً آخر تمثل في العمل في ظل استهداف أمني وإعلامي مباشر بواسطة أدوات إعلامية ضخمة مسيسة ومؤدلجة، أو على صلة بقوى إقليمية أرادت تصفية حساباتها مع دولة الإمارات في اليمن، كما هي الحال مع قطر وجماعة الإخوان اللذين لعب إعلامهما المعلن أو السري دوراً هائلاً في السعي لعرقلة أنشطة الهلال، عبر ضخ سيل أسود من الأكاذيب.

أعتقد أن تجربة الهلال الإماراتي في اليمن تستحق التأمل والدراسة والتكريم، إعلاء لشأن القيم النبيلة التي صبرت على الأذى ولم تبال بقطعان الكلاب الإلكترونية، التي لم تنجح في إبطاء سير قافلة الخير الإماراتية وهلالها الخصيب.