مشعل السديري

شعرت بالفخر وأثلج صدري هذا الخبر الذي قرأته والذي جاء فيه:

تمكن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض من توفير وتطبيق تقنية متطورة تتيح الحفاظ على قلب المتبرع المتوفى دماغياً بعد استئصاله في جودة عالية لمدة زمنية تصل إلى 14 ساعة قبل زرعه لمريض يعاني فشلاً قلبياً، كأحد المراكز القلبية القليلة على مستوى العالم الذي يتبنى تقنية متقدمة تسمى نظام العناية بالأعضاء (Organ Care System).
وفي السياق ذاته سجل مستشفى الملك فيصل التخصصي حضوره هذا العام ضمن أعلى المراكز الطبية العالمية في عدد عمليات زارعة القلب للأطفال سنوياً، بعد أن نجح في إجراء 13 عملية زراعة قلب للأطفال من بين 37 زراعة قلب أجراها للأطفال والكبار خلال العام 2019.
وكانت ولله الحمد جميع العمليات ناجحة، ويحق لي إذن أن أردد ما قاله المولى الكريم: (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) – وليس في التباهي بأثمان النياق والماعز.
***
قضت محكمة مصرية بالسجن 6 أشهر على السيدة المصرية رحاب فتحي في قضية اتهام زوجها لها بتبديد المنقولات، رغم تبرعها له مسبقاً بفص من الكبد لإنقاذ حياته.
وقررت المحكمة وفقاً لـ(البيان) حبسها على خلفية اتهام زوجها.
قضية رحاب وظهورها على مواقع التواصل الاجتماعي أثارت اهتماماً كبيراً بعد سرد معاناتها وسوء معاملة زوجها لها بعد التبرع له بفص من الكبد وإجبارها على ترك المنزل.
ولو سألتم عن تلك المنقولات فهي مجرد أدوات كهربائية بسيطة، أخذتها المسكينة معها إلى بيت أهلها الفقراء، بعد أن طردها زوجها (الغضنفر)، عندما رجعت له العافية وأصبحت كبده سليمة، وكان قبل ذلك قاب قوسين أو أدنى من الموت.
***
في تراثنا الذي فيه كل ما لذ وطاب، وكل ما أوتي الأجداد من الحكمة والذكاء الذي يسطح، ومنه:
بينما كان معاوية بن مروان واقفاً بدمشق ينتظر أخاه عبد الملك على باب (طحان) وحمار له يدور بالرحى في عنقه جلجل، إذ قال للطحان: لم جعلت في عنق الحمار هذا الجلجل؟! رد عليه: ربما أدركني النوم فإذا لم أسمع صوت الجلجل علمت أنه وقف فأصيح به، قال معاوية: أفرأيت لو أن الحمار وقف ثم حرك رأسه هكذا وجعل يحرك رأسه يمنة ويسرة، فما يدريك أنت أن الرحى دائرة؟! قال الطحان: ومن أين لي بحمار يعقل مثل عقل الأمير؟! – انتهى.
رحم الله معاوية والطحان والحمار كذلك.