مصطفى الزرعوني

تعيش منطقة الشرق الأوسط في صراعات مستمرة منذ عقود، حيث لم تمر عشرة أعوام بلا حرب أو ثورة، أو صراعات أيدولوجية، وهذا لم يثنينا عن الانجاز.

لكم أن تتخيلوا أن بعد عامين من قيام دولة الاتحاد اتخذت موقفاً جريئاً بوقف امدادات النفط في 1973، وكان لها موقفها أثناء الحرب الإيرانية ـ العراقية وعند الغزو العراقي الغاشم للكويت، وإبّان الحرب الأفغانية وعند بزوغ حركات التشدد الإسلامي، وأثناء ما عرف بالربيع العربي.

ومع كل الأزمات السابقة كانت الإمارات جزءاً لا يتجزأ من منظورها العربي والإسلامي، لنراها بين كل هذه الأحداث تبني نموذجاً للدولة الوطنية التي تحترم كل الديانات والأعراق والمذاهب.. مبهرة العالم، مستقطبة كبريات الشركات والسياح من مختلف بقاع الأرض، ولم تفكر يوماً في تصدير هذا النموذج بل أتاحته للجميع للاقتداء، ووفرت المساعدة لمن شاء.

دعونا نتمعن في حجم الأيديولوجيا المستوردة والمنبثقة من منطقتنا، وحجم الإرهاب الذي عصف بنا، كل ذلك لم يثننا عن تحقيق الهدف، ومتابعة الطموحات، لأن هناك خطط واستراتيجيات مدروسة للمستقبل.. صحيح أن الطريق لم يكن معبداً لكنه شكلّ دافعاً للإنجاز، وليس حاجزاً.

أننا نستفيد من الأزمات، لأنها تصنع الفرص وننظر لها هكذا دائماً، وهذا ما تؤمن به حكومة الإمارات، ورادف كل ذلك أجهزة أمنية داخلية وقوات عسكرية تكمنت من الدفاع عن الوطن.

دعونا ننظر إلى حجم مساهمة كهذه القوات في عمليات حفظ السلام عالمياً، ومع كل ذلك توفر حريات عقائدية وفردية واقتصادية عالية جداً مقارنة بالمحيط.. ما يحدث اليوم من تصعيد لهو صفحة ستمر، وسيبقى ما سننجزه خلالها.