علي بن حمد الخشيبان

تبعات كبرى سوف تتلاحق في قضية سقوط الطائرة الأوكرانية في إيران، خاصة بعد اعتراف السلطات هناك بأن الدفاعات الإيرانية هي من أسقطت الطائرة، وهذا الارتباك وعدم اتخاذ الإجراءات الصحيحة في تلك الظروف، أثبت كثيراً من الثغرات، وخاصة إذا كان النظام الإيراني لم يكن يتوقع هجوماً أمريكياً مضاداً بينما جيشه يطلق صواريخ على قاعدة عين الأسد، حيث يتواجد عناصر الجيش الأمريكي.

أعتقد أن القراءة الصحيحة للموقف الإيراني تجرنا إلى جملة من التساؤلات حول ذلك التصرف، الذي يعطينا والعالم مؤشرات كبرى حول الاتزان الفعلي في منظومة الجيش الإيراني، ولعل أصغرها وأقلها كلفة، هو: كيف يمكن للدفاعات الإيرانية التي تدعي أنها تملك جيشاً مدرباً، أن تخطئ اكتشاف طائرة مدنية بحجم هائل؟ ما يعني أن إيران من الداخل هي أمر مختلف في هذا التوقيت، وقد يتآكل الجدار الإيراني ليسقط كما سقطت تلك الطائرة.

إيران فعلياً تمر بمنعطف خطير من حيث نقل الصورة الفعلية والدقيقة لما يحدث داخلها، فما تدّعيه طهران لا ينعكس بشكل دقيق على إمكانياتها، التي تبدو أنها لا تعمل بصورة دقيقة، وهذا يكشف أن إسقاط الطائرة المدنية بهذه الطريقة يدل على ثغرات كبرى وخطيرة، خاصة أن إيران كانت في حالة هجوم في تلك اللحظات على القاعدة الأمريكية، وهذا يستوجب على أقل تقدير إيقاف الطيران المدني، كما تطالب المعايير الدولية في هذا الجانب.

الداخل الإيراني وبشكل تدريجي ومنذ مقتل سليماني يحصد الأخطاء التي ارتكبها النظام في المنطقة خلال العقود الأربعة الماضية، وقد يؤدي ذلك إلى تسارع كبير في نشوء المشكلات الداخلية والخارجية، مع وجود أزمة جديدة على المستوى الدولي فيما يخص إسقاط الطائرة سوف تنهك الجهد الإيراني.


إن طريق السياسة الإيرانية طويل وشاق إلى أن تصل إلى مرحلة التعافي من هذه الأزمة، وهي عملية غير ممكنة على الأقل في المنظور القريب، لأن بوابة المشكلات ونتائج الأخطاء الجسيمة إذا ما فتحت أبوابها سيكون من الصعب إغلاقها، أو التخلص من آثارها.

بشكل مختصر على إيران ـ وانعكاساً لما حدث في قضية إسقاط الطائرة ـ أن تستعد لمرحلة شاقة، لأن أزمتها مع جيرانها، ومع شعبها، ومع العالم كله، سوف تنتقل إلى انفتاح مختلف للعالم على أزمتها، وسوف تكون الأسئلة أعقد من كل الإجابات بالنسبة للجانب الإيراني.