منى الرئيسي

هل هناك" نسويَّات" في مجتمعنا؟، وما هي النسوية الحقيقية والنسوية المشوهة؟، وهل الأصوات الفردية التي تنادي ببعض الحقوق على وسائل التواصل الاجتماعي تمثل الفكر النسوي، بما فيه المطالبة بالمساواة مع الرجل؟

هذه بعض التساؤلات التي طرحت قبل يومين في مقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بدبي حول النسوية والخطاب النسوي في الإمارات، وسط حضور مثقفين وأكاديميين وشباب، وبقدر ما كان النقاش ثرياً، ولدت تساؤلات ترقى لأن تكون محل دراسة وبحث مستفيض حول هذه الحركة الفكرية والحقوقية المعروفة عالمياً.

فمثلاً من أبرز الأسماء التي كانت تنادي بحقوق المرأة عربياً مي زيادة وهند نوفل وقاسم أمين، تراوحت مطالبتهم حول حقوق التعليم والعمل وتأثير الفقر، إلى جانب منح المرأة حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وحينما نأتي إلى مجتمعنا الإماراتي ونجد أن كل ما ينادى به عربياً وحتى عالمياً مكفولاً أساساً من قبل الحكومة، التي منحت المرأة حقوقاً هي بنفسها لم تطالب بها، فهنا يصبح التساؤل حول الفكر النسوي بمفهومه الدقيق يأخذ منحى آخر كدور المؤسسات المعنية بالمرأة، التي اكتفت أن تتغنى بالإنجازات التي تحصلت عليها بدعم من كفاءتها حتى نكون منصفين.

ولكن غابت عن نقاشات تلك المؤسسات قضايا أكثر عمقاً تمس حياة المرأة، كتلك التي تدور داخل المنزل بعيداً عن العنف الذي تشبعت منه الندوات مثل الجوانب العاطفية الزوجية والسلطة الأبوية والذكورية، وفي العمل كمطالبة بعض الجهات موافقة ولي الأمر على عمل الفتاة، وفي الجامعات التي لا تزال توقف الطالبات لتطلب أذن ولي أمرهن للخروج، وصولاً إلى المدارس التي في أحد مناهجها تدرس آداب ضرب المرأة.