مصطفى الزرعوني

لا يكاد العقل يصدق ما يراه من تناحر بحملات تشويهية، ورفع رايات مختلفة في صد خصومنا، لتتراوح بين طرح كدررٍ في العقلانية وسوء القيح.

ما بالنا لا نتمهل!، ونفكر قليلاً قبل أن نطرح أفكارنا، لكي لا يكون ضرر رسائلنا أكثر من نفعها، وكيف لنا أن ننجر في مسألة فكرية إلى العنصرية والفجور في الخصومة ووصفها بالنفاق؟.. مدافعين عن البخاري الذي هو بنفسه أخرج وروى مع مسلم وأبوداود والترمذي والنسائي حديث رسولنا الكريم في علامات النفاق الأربع الخالصة!

يا للعجب!، ما أراه أمامي هو:«ألد الخصام» بين فئتين تتحدثان عن مسائل فكرية في الدين، وتعتبران نفسيهما محافظتين، لم يفكروا كيف سينظر لهم البقية من الشباب، الذين لا يعرفون نقطة الخلاف الرئيسة وبالتالي يتجنبون الكل.


وكيف انحرف محور الخلاف بين المتخاصمين إلى ردّات فعل سلبية من كل الأطراف، وصلت إلى أبواب القضاء؟ وتعدت ذلك لمناقشة أمر منظور أمامه في حملات ضغط، قد تؤدي إلى مأساة من شاب طائش تأخذه الحمية، ولنا في العالم العربي تجارب كثيرة.

لقد حان الوقت لأن نرفع صوت الحكمة، ونوقف هذا الجدل غير المرتكز على قواعد النقاش، نغلق ملف المحاكمات بالتراضي، فلا يرضينا جميعاً أن نرى الخلاف يصل إلى هذه المراحل بغض النظر عما ستؤول إليه مطرقة القاضي، ونرفع معاً وعي الناس في أدب الاختلاف وطرح الآراء بعيداً عن التجريح، ولا نغتر بما نحصل عليه من ردود مؤيدة وتفاعل على وسائل التواصل الاجتماعي.. فالذي يده في النار ليس كالذي يده في الماء.