أمين ساعاتي

منذ الوهلة الأولى التي انفجر فيها فيروس كورونا في الصين، كانت قراءة المملكة لـ"الفيروس" قراءة سليمة وموضوعية وواعية، ولذا بادرت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، باتخاذ سلسلة إجراءات وقائية واحترازية مهمة، للحيلولة دون وصول وانتشار "الفيروس" في المملكة والعالم.

يومها اتهمت الحكومة السعودية بأنها بالغت في إجراءات مكافحة فيروس "كورونا"، وقال البعض، إن "الفيروس" لن يقوى على الانتشار، وإن مداه لن يتجاوز حدود الدولة الصينية!
ولكن بعد أيام قلائل، بدأ "الفيروس" ينتشر خارج الصين، وفي دول كثيرة، حتى بلغ أوروبا وأمريكا، ثم أعلنت منظمة الصحة العالمية أن "الفيروس" أصبح وباء، وانتشر في أنحاء العالم، وبالذات في دول الاتحاد الأوروبي، التي لم تتعامل مع "الفيروس" منذ البداية باتخاذ التدابير الوقائية والاحترازية اللازمة، وبالتالي لم تتخذ القرارات المماثلة للقرارات التي اتخذتها المملكة.
وفي الشارعين الأوروبي والأمريكي، بدأ المواطنون يطالبون صراحة باتخاذ التدابير، التي اتخذتها الحكومة السعودية اليقظة حتى تستطيع أوروبا وأمريكا مجابهة ومواجهة هذا الوباء الفتاك.
والآن ضاعت إيطاليا. بريطانيا وفرنسا، تعلنان حالة الطوارئ وتحذران من مغبة عدم اتخاذ الجدية في مكافحة هذا "الفيروس"، وبدأت دول أوروبا تئن من انتشار "الفيروس"، ثم انتشر الخوف والوجل في كل أنحاء أوروبا، وتطالب حكومات هذه الدول شعوبها بضرورة اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر واليقظة.
إذن القرارات، التي اتخذتها الحكومة السعودية لم تكن محل تقدير واحترام المواطن السعودي فحسب، ولكنها كانت وما زالت محل تقدير واحترام كل دول العالم، التي نهجت نهج المملكة نفسه، واتخذت سلسلة قرارات سبق أن اتخذتها الحكومة السعودية الواعية، المدركة لتبعات هذا "الفيروس" الجديد والمتجدد.
ما يعني أن المملكة كانت قدوة ومثلا أعلى لجميع دول العالم في مواجهة ومكافحة فيروس "كورونا" الجديد.
وإذا كانت حكومتنا كذلك، فما أحرانا أن نبادر ونحذو حذو حكومتنا الموفقة.
إن مسؤولية المواطن تجاه وطنه مسؤولية كبيرة، ويجب أن تعلو إلى المستوى الذي بلغته الحكومة، التي تعاملت بفاعلية وجدية مع وباء مدمر وخطير ومخيف.
إن حكومتنا قرأت المشهد بعين واعية، فاتخذت قرارات احترازية واستباقية قبل أن يحط "الفيروس" في أراضيها، وحينما وصل "الفيروس"، كانت الحكومة قد فعلت كل التدابير حتى لا يتضرر المواطنون والمقيمون.

وجدير بالمواطنين أن يتسابقوا في اتخاذ التدابير نفسها، ويعملوا مع حكومتهم اليقظة ــ جنبا إلى جنب ــ باتخاذ قرارات احترازية على المستوى الشخصي، ويستجيبوا للنصائح، فيلزموا بيوتهم ولا يخرجوا منها إلا للضرورة، وعليهم كذلك أن يلتزموا بالتعليمات الوقائية مثل، عدم حضور التجمعات الكبيرة مثل، الملاعب الكبيرة والصغيرة، والمولات، والسينمات، والمطلات البحرية، والاهتمام بلبس الأشياء الوقائية مثل، القفازات والكمامات، وواجبهم أن يحرصوا على غسل اليدين، وعدم لمس الأدوات المعدنية الناقلة للعدوى، وأخيرا وليس آخرا، عدم نشر الأخبار غير الموثوقة عن هذا الوباء، التي تنشر الهلع والبلبلة بين الناس، وهي الظاهرة المربكة، التي تنتشر في هذه الأيام في وسائل التواصل الاجتماعي، يدخلها المندسون لنشر سمومهم وافتراءاتهم وأكاذيبهم بين الناس، إلى غير ذلك من التعليمات التي صدرت عن مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة.
لقد شددت وزارة الصحة أخيرا، على ضرورة خضوع العائدين إلى المملكة من أي دولة، للحجر المنزلي، وعلقت المملكة جميع الرحلات الجوية الدولية لمدة أسبوعين اعتبارا من تاريخ 15 مارس 2020 للحد من انتشار "الفيروس"، ومن ناحيتها أعلنت وزارة الرياضة، تعليق النشاط الرياضي والشبابي في مختلف الألعاب والبطولات والمسابقات، وكذلك إغلاق الصالات والمراكز الرياضية الخاصة، ووجهت وزارة الشؤون البلدية والقروية بإغلاق جميع الأماكن المختصة بالألعاب والأنشطة الترفيهية في المجمعات التجارية وخارجها، كما أكدت وزارة التجارة على وفرة السلع التموينية والمواد الغذائية في جميع الأسواق.

كل هذه الإجراءات المتناغمة والواعية، التي تقوم بها المؤسسات الحكومية، تؤكد أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، تدير الأزمة بوعي وحزم وعزم، ولذلك تحقق حكومتنا كل يوم نجاحات في طريق القضاء على "الفيروس".
إن جائحة فيروس "كورونا" الجديد، فاجأت العالم وأوجعته في كثير من مفاصله، وسيدفع المجتمع الدولي ثمنا غاليا بسبب تأخر الوصول إلى مصل يقضي على هذا "الفيروس". وعلى كل دول العالم، خاصة، الدول المتقدمة أن تجند قواها وإمكاناتها من أجل الوصول إلى علاج يقضي على "الفيروس"، كما فعلت مع فيروسات سابقة استطاعت أن تصل إلى أمصال تقضي عليها.

حمى الله بلادنا من الكوارث والأمراض، ووفق قادتها لحماية الوطن والمواطن.