يشككّ المشككون بأفضال "حزب الله" على تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي ويقدمون الإثبات عن نوايا اسرائيل بالانسحاب ليخففوا من ادعاء "حزب الله" صناعة الإنجاز حتى لا يوظفه مشروع غلبة عليهم.

ويبالغ المبالغون في رسم دور "حزب الله" في اجبار اسرائيل على مغادرة لبنان وانسحاب جيشها في 24ايار الـ 2000 متجاهلين معرفة المتابعين نيّة اسرائيل بالانسحاب التي برزت حتى بعد تفاهم نيسان 1996وخشية سوريا الاسد من انسحاب اسرائيل حتى لا تفقد ورقة ضغط وازنة في مفاوضاتها معها.

لا تشكيك و لا مبالغة

انسحاب اسرائيل من ارض لبنانية محتلَة إنجاز وطنيّ موصوف ونتعامل معه بتقدير.

اما الخطأ الاكبر فهو توظيف هذا الإنجاز في لعبة التوازنات الداخلية حتى حدود التوصل الى مشروع غلبة من قبل فريق على فريق بحجّة تضحيات قدّمها بينما الآخرون لم يقدّموا شيئاً.

هنا تبدأ الاخطاء ويبددّ مدّعو صناعة الانتصار من الأفضال والتضحيات على مائدة الشهوات السلطوية والادعاءات المغلوطة.

1 - شارك في صناعة الإنجاز كل لبناني تحمّل مساكنة السلاح الى جانب الجمهورية مما أعاق قيامها.

2 - شاركت قوى في قتال اسرائيل قبل "حزب الله" الذي التحق بالمسيرة حتى إلغاء الجميع.

3- يضيع اي انجاز وطني في زواريب السياسة اذا لم يحسن صاحبه إهداءه الى كل لبنان وحصره في فئة تدّعي الشرف على حساب الآخرين.

الى "حزب الله" اسمع جيّداً:

ابتكر الدروز فكرة لبنان. وأسسّ الموارنة له دولة عصريّة عظيمة. وساهم السنّة مع رياض الصلح ورفيق الحريري في تكريس استقلاله عن سوريا. وساهم الشيعة في الصمود في وجه اسرائيل.

شارك الجميع في بناء البيت اللبناني.

لقد أضعتم كل تضحياتكم في اهداء الإنجاز الى ايران بدلاً من لبنان.

جعل الدروز والموارنة والسنة من انجازاتهم انتصارات وطنيّة.

جعلتم من سرديتكم سرديّة ايرانيّة... عفواً وصاية ايرانية على لبنان.