تعاود دبي مسيرة الإبهار العالمي، بعد فتحها الأبواب من جديدٍ للسياح الأجانب، وعادت نغمة «أهلاً بكم في مطار دبي»، نيابةً عن شعب الإمارات كافة، نرحب بكم على أرض العجائب: درجة الحرارة الآن لا يمكن قياسها، ففي دبي حرارة المحبة تطغى على كل شيء.

تفتح دبي أبوابها فيتاح للملايين أن يتنفسوا؛ بعد شهورٍ من العزلةِ الدوليةِ والحجرِ ومنعِ التجولِ والجلوس في البيت؛ تعود الحياة السياحية وتأخذ دبي هذه الخطوة لتسابق الزمن لتجعل من تجربتها السياحية تجربةً فريدةً من جديد بما يحافظ على سلامة السياح والمجتمع من خطر وباء كورونا، فالسياسات واضحةٌ والقوانين صارمةٌ مع إعادة فتح الأبواب أمام السياح، والهدف تحقيق المعادلة الصعبة بين سلامة السياح والمقيمين على أرضنا، والتعايش مع الوباء العالمي وخلق تجارب جديدة بعد التوقف المزعج الذي عاشته البشرية لشهور.

دبي لا تحتاج من يجمّل صورتها ولا صورة وجهاتها السياحية وتجاربها الفريدة، ولا تحتاج من يسوّق جمالها، ولكن في هذه المرحلة الصعبة علينا الاستمرار في خلق تجربة مغايرة للسياحة العالمية، بأن نخلق لسياحنا تجارب آمنة تتوافق مع التوصيات الصحية التي أملتها علينا جائحة كورونا، من التباعد الجسدي والالتزام بلبس الكمامات والقفازات في الأماكن العامة وصولاً لإجراءات الفحص الحراري والفحوصات الصحية والاشتراطات التي وضعتها اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث في دبي لحفظ سلامة الجميع.

مؤسساتنا الحكومية المتمثلة بالمطارات والجوازات والهيئات الصحية التي تستقبل سياحنا، في جهوزيتها الكاملة، للتعامل مع الظروف الراهنة بمزيد من المرونة والدبلوماسية السياحية التي عهدتها دبي طيلة السنوات الماضية من الترحيب بالسياح وحسن خدمتهم وتسهيل إجراءاتهم وتوفير أفضل المعايير لحسن استقبالهم، واليوم يضاف معيار الحفاظ على صحتهم، وأجهزتنا الطبية ستتعامل مع هذا المعيار بحرص شديد ليكتب لدبي النجاح المبهر حتى في هذه الظروف، وهذا يتطلب أيضاً أن يُتبع ذات النهج في مرافقنا السياحية وأسواقنا وشوارعنا ووسائل نقلنا، وصحيح أننا نجد الالتزام بالأنظمة والقواعد المتبعة داخل أراضينا، إلا أنه يجب التركيز على هذه القواعد مع خطوة استقبال السياح لحمايتهم وحماية من يتعاملون معهم أيضاً.

نحن في دبي نريد أن نخلق تجربة فريدة بعيدة عن التوتر والخوف من أية مخاطر، ونحن نمتهن مهنة السياحة منذ سنواتٍ وتاريخنا ناصعٌ في هذا الجانب، وعلينا مواصلة المهمة لنكون متنفس العالم في جميع الظروف الصعبة، ونرحب بالقلوب المشتاقة للفرح والسعادة، نرحب بالأطفال الذين حرمتهم الجائحة من الذهاب حتى لمدارسهم، لنجعل في تجربتهم أكبر درس، وهو أن قوة الأمل هي الأقوى في العالم، أن نرحب بكبار السن الذين عاشوا الخوف أضعافاً مضاعفة ونقول لهم هنا على أرضنا ستعيشون الإيجابية والسعادة والطمأنينة، نرحب بعائلات لم يلتقوا منذ أشهر ليلتقوا في دبي أرض السلام النفسي والأوقات الجميلة، نرحب بأبطال الخطوط الأمامية الذين قضوا شهوراً صعبة تحت التوتر، يحمون فيها البشرية ويدافعون عن حقنا في الحياة، لتكون دبي مكان إجازتهم وليقضوا فيها أحلى الأوقات واللحظات.

عندما تتنفس دبي يتنفس العالم، والعالم بأمس الحاجة لمكانٍ يتنفس فيه ويعيد استرجاع نشاطه ويعبر عن حبه للحياة، ولن يجد من يبحث عنها أفضل من دبي، لتخلق لهم هذه التجربة بأفضل معايير السلامة والمتعة في آن واحد، فنحن الذين حققنا أصعب المعادلات وجعلنا من الصحراء واحات خضراء سنتغلب على هذه الجائحة وسنوجد للعالم مكاناً يتنفس الحياة فيه، ويعيش فيه أجمل اللحظات، مكاناً يتناسى فيه السائحون لحظاتهم المؤلمة والأوضاع الصعبة التي أملتها عليهم الجائحة العالمية.

أهلاً بالعالم في دبي وفي الإمارات، نحن من سنعبّر عن حبنا للعالم من خلف الكمامات، ولن نجعلها تقف عائقاً بيننا وبين زوارنا، سنظهر لهم أجمل ابتسامة حتى وإن لم تظهر على شفاهنا خلف الكمامات، نحن من سنملأ حياتهم بالدفء حتى وإن منعت أجسادهم من التقارب، فالتجارب على أرضنا ستعوضهم عن هذا كله، ونحن على ثقة أن جميع المؤسسات التي تهتم بزوارنا في جميع المراحل تتسم بحسن التدريب والخبرة العريقة، ولديها التعليمات للاستمرار بالدبلوماسية السياحية التي عهدها عنا سياح دبي وزائروها.