لم تكن النجمة المصرية سعاد نصر قط من ضمن نجوم الظل في السينما المصرية، لكنها في الوقت نفسه لم تصل إلى مستوى نجمات الصف الأول، وإن كانت قد حصلت على البطولة المطلقة كما في فيلم هنا القاهرة /‏ 1985 للمخرج عمر عبدالعزيز، والبطولة شبه المطلقة كما في فيلم أبوكرتونة /‏ 1991 للمخرج محمد نجيب.

حدث هذا على الرغم من براعة أدائها وقوة حضورها وتميزها بانتزاع الضحك من جمهورها بتلقائية فريدة منذ سطوع نجمها من خلال مسلسل «يوميات ونيس» التلفزيوني الناجح في عام 1985 في دور «ماما مايسة» مع الفنان الكوميدي محمد صبحي الذي كونت معه ثنائيًا فنيًا في العديد من الأعمال الأخرى لاحقًا.

ولدت سعاد نصر عبدالعزيز في حي شبرا القاهري في 12 مارس 1953، وحلمت وهي صغيرة أن تصبح صحافية مشهورة دون أن تفكر في احتراف التمثيل، لكن القدر قادها إلى المعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرجت منه سنة 1975. وبالمثل فإن القدر وضعها في طريق الفنان الكبير كرم مطاوع الذي اكتشف فيها موهبة فذة لأداء الأدوار الكوميدية بدلاً من الأدوار التراجيدية التي كانت تفضلها. وهكذا قدمت سعاد أول أعمالها التلفزيونية في عام 1978 من خلال شخصية الخادمة «سعدية» مع كمال الشناوي والوجه الجديد شيرين في مسلسل «السمان والخريف» الناجح الذي أخرجه نور الدمرداش عن رواية بنفس الاسم لنجيب محفوظ، حيث أضفت بذكائها وموهبتها لمسات كوميدية على شخصية «سعدية»، علمًا بأنها كانت قد شاركت قبل تخرجها في فيلم حمام الملاطيلي للمخرج صلاح أبوسيف في سنة 1973 في دور زميلة السكن لبطلة الفيلم «نعيمة» (شمس البارودي).

وبسبب خفة ظلها وتلقائية أدائها اللتين كانتا تذكّران جمهور المشاهدين بزينات صدقي ووداد حمدي، فرضت نفسها على الجميع، فنانين ومخرجين ومنتجين وجمهور، فانهالت عليها الأدوار السينمائية، لتجسد دور الصديقة الشاذة في فيلم شقة في وسط البلد /‏ 1975 لمحمد فاضل أمام محمود ياسين ونور الشريف وميرفت أمين، ولتظهر في فيلم المتوحشة /‏ 1979 للمخرج سمير سيف مع سعاد حسني، ثم لتقف أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامه وعزت العلايلي في فيلم لا عزاء للسيدات /‏ 1979 للمخرج الكبير بركات. وقدمت في المرحلة الوسطى من مشوارها أفلامًا مهمة أخرى مثل: من منا بلا خطيئة /‏ 1978 لتيسير عبود، وامرأة بلا قلب /‏ 1978 لياسين إسماعيل ياسين، والغيرة القاتلة /‏ 1982 لعاطف الطيب، وحدوتة مصرية /‏ 1982 ليوسف شاهين، وبيت القاضي /‏ 1984 لأحمد السبعاوي، والقط أصله أسد / ‏1985 لحسن إبراهيم، وحب فوق السحاب / ‏1986 لسمير حافظ، والضائعة /‏ 1986 لعاطف سالم، والبداية /‏ 1986 لصلاح أبو سيف، وخليل بعد التعديل /‏ 1987 ليحيى العلمي، والفول صديقي /‏ 1985 لحسين الوكيل، وفارس المدينة /‏ 1993 لمحمد خان.

لاحقًا شاركت في عدد من أفلام نجوم الفكاهة الجدد مثل أفلام: صايع بحر /‏ 2004 للمخرج علي رجب (في دور بائعة الكشري أم حنتيره)، علي سبايسي /‏ 2005 للمخرج محمد النجار (في دور الملحنة وصاحبة البقالة عنبة فضل)، جواز بقرار جمهوري /‏ 2001 للمخرج خالد يوسف (في دور كريمة والدة حنان الترك)، خريف آدم /‏ 2002 لمحمد البساطي (في دور سكينة أم أحمد عزمي)

وبين هذا وذاك لمعت سعاد في عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية والأعمال المسرحية من تلك التي أثرت عالم الفن المصري. فنجدها مثلاً في مسلسل أحلام عادية /‏ 2005 مع يسرا، ومع يحيى الفخراني في مسلسل «الليل وآخره» /‏ 2003، ومع سمير غانم في مسلسل «كابتن جودة» /‏ 1986، ومع ممدوح عبدالعليم في مسلسل «أهل القمة» /‏ 1994، ومع محمد صبحي في مسلسل «رحلة المليون» /‏ 1984، ومع كمال الشناوي في مسلسل «هند والدكتور نعمان» /‏ 1984، ومع نبيلة السيد في مسلسل «الورثة المحترمون» /‏ 1980، ومع عماد حمدي في مسلسل «لقيطة» /‏ 1977.

ومن أهم مسرحياتها: انتهى الدرس يا غبي /‏ 75، المتزوجون /‏ 76، حماتي والمنديل /‏ 77، الهمجي /‏ 85، الشحاتين / ‏88، البراشوت /‏ 91، جوز ولوز /‏ 93، الجمبازي /‏ 93، تكسب يا خشبة /‏ 94، صعيدي ولا بحيري /‏ 97، حظ نواعم /‏ 95، وغيرها.

على الصعيد الشخصي تزوجت سعاد مرتين، أولاهما من الفنان أحمد عبدالوارث فأنجبت له طارق وفيروز قبل أن ينفصلا بسبب اختلاف طباعهما، ثم تزوجت من مهندس البترول أحمد عبدالمنعم الذي عاشت معه حتى آخر يوم في حياتها.

فارقت سعاد الدنيا في 5 يناير 2007 بطريقة تراجيدية أحزنت كل زملائها وعشاق فنها، فقد دخلت فجأة في غيبوبة امتدت لنحو عام، وذلك بسبب خطأ علاجي في أعقاب دخولها أحد المستشفيات عام 2006 لإجراء عملية شفط للدهون. وخلال هذا العام لم تستعد وعيها إلا مرة واحدة ولمدة خمس دقائق فقط، تحدثت خلالها إلى زوجها لتوصيه بسرعة دفنها والوقوف أمام قبرها لمدة ساعة من أجل الدعاء لها بالرحمة، ثم اختتمت كلامها بعبارة «ربنا توفني مع الأبرار»، وعادت إلى غيبوبتها.

وطبقًا للصحافة المصرية، فإن القضاء حكم على طبيب التخدير محمود غلاب بالسجن لمدة 3 سنوات (أوقف تنفيذ الحكم بعد تصالح ورثة المجني عليها مع الجاني) لتسببه في وفاة سعاد التي لم تكن تعاني من أي أمراض وقت دخولها المستشفى.