سُئل السير مجدي يعقوب جراح القلب العالمي في أكثر من مناسبة عن علاقة القلب بالحزن وما أكثر الأشياء التي تجلب وجع القلب؟ وكان رده يستحق التفكير ووقفة مع النفس. قال من دون تردد إن أكثر ما يعرض القلب للخطورة هو الحزن والخوف فهما عاملان يؤثران تأثيرا سريعا على صحة القلب ويعملان على تدهور حالته ويؤدي ذلك إلى الوفاة، إذ تتضخم عضلة القلب عند الحزن مما يعرض حياة الإنسان للخطر.

وقد اكتشف اليابانيون مرضا سموه «القلب المكسور» حيث إن الحزن الشديد يؤدي إلى تغير عضلة القلب وتضخمها ويعرض القلب لصدمات غاية في الخطورة.. إلى هنا انتهى كلام السير يعقوب. وإذا فكرنا في كلامه وما نطبقه في الواقع فسنجد اننا اصبحنا نحزن من اقل شيء حتى إذا كان لا يستحق، ونقسو على بعضنا البعض ولا نبالي بكسر قلوب الناس وصرنا كالمرآة نعكس ما حولنا من قسوة الظروف والأحداث الحياتية ونصدرها لبعضنا البعض، متناسين أننا جميعًا بحاجة إلى الرحمة، نطلبها من أرحم الراحمين ونحن لا نملكها، وإن ملكنا بعضها بخلنا بها عمن حولنا. القلب مرآة الوجه، والجسد إذا صح القلب نضر الوجه وصح الجسد، وإذا تألم كسر وذبل الوجه وضعف الجسد. فلنكن عونا لبعضنا البعض، فالقلوب متعبة من مشاغل الحياة وهمومها، واجبروا قلوب الناس بابتسامة أو كلمة طيبة أو بيد صادقة حانية. أعيدوا روعة الحياة وجمالها، فكما يوجد ما يحزن القلوب، الحياة مليئة بالنعم والأشياء الجميلة.

«لا تهنوا، ولا تحزنوا»، فالحزن لم يرد في القرآن إلا منهيًا عنه، لأن الله يحب أن يراك فرحًا مسرورًا، ويكره أن يراك منكسرًا حزينًا.