"فوق هام السحب وإن كنت ثرى، فوق عالي الشهب يا أغلى ثرى، مجدك لقدام وأمجادك ورا، وإن حكى فيك حسادك ترا، ما درينا بهرج حسادك أبد، أنت ما مثلك بهالدنيا بلد".

اليوم عيد كل الأيام، يوم الوطن الغالي والأم الحنون، أرض واسعة وسماء صافية تحتضن كل صغير وكبير بحب وأمان، اليوم تتراكض الصبايا بالورد والطيب والكادي تعطر سماء بلادي وترتفع ضحكات الأحبة في كل وادي.

اليوم 90 عاما من الكفاح والعمل والجهد لزرع بذور حياة كريمة ورخاء واكتفاء حتى بسطت المملكة وجودها وبصمتها في وسط الأمم، كرست جهودها على صعيد المجالات المتنوعة في التنمية الاقتصادية والتعليمية والمجتمعية في تطويرها ومواكبة العصر بتطوره وتقدمه، فكلما زاد عمرها سنة زادت تقدما وازدهارا.

مملكتنا اليوم ترتدي لونها الأخضر شعارها "لا إله إلا الله"، وحدة كلمة ووحدة وطن ترسم خطوطها بعرض السماء تلون قلوب شعبها أمل، كلنا نردد: "دام عزك يا وطن".

الوطن ليس كلمات ننثرها هنا وهناك، هو أفعال ترتقي بنهضة وطن وتحمل المسؤولية بكل أدوارنا في الحياة ابتداءً من أنفسنا وبيوتنا وأبنائنا وأعمالنا وحس الانتماء لهذا الوطن الشامخ بوحدة الكلمة ووحدة الرأي والتصدي لكل حاقد وحاسد بالعمل وتطوير أنفسنا وتحمل الأمانة التي علينا.

في خضم هذه الصراعات العالمية والتخبط العشوائي والتشرد والجوع والتقسيم بصيرة بأهمية وحدة الوطن والتمسك بأرضها والتفافة القلوب مع بعضها يدا بيد، من يحافظ على هذه الأرض الطيبة هم أبناؤها أصحاب العزائم من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب كلٌ في مجاله من أبنائنا في الحد الجنوبي من ضحوا بأنفسهم وحياتهم من أجل حماية وطن ورفع شعار "لا إله إلا الله محمد رسول الله" كلمة التوحيد والإنسانية، إلى أمهاتنا صاحبات المهام والشدائد في تربية الأجيال وغرس الوطنية في نفوس أبنائهن، من شباب العزيمة والإصرار في رفع مستوى الوعي والثقافة والمسؤولية لبناء مجتمع مسؤول عن تطوير نفسه، من بناتنا طبيبات ومهندسات ومحاميات ومعلمات من اجتهدن ودرسن وتعلمن لكي يعطين الآن للوطن، من كل فرد مسؤول ومحب لوطنه يقدم كل ما يملك لوحدة الكلمة يزرع ويعطي ويقدم الكلمة الطيبة التي تجمع ما تفرق، الكل عند الوطن يتكاتف والكل عند الوطن يعطي.

الوطن هو البيت الدافئ الذي يحمينا ويعزنا وسط تقلبات العالم.

اليوم نمتن للوطن الغالي الذي فتح بوابات المعرفة والمشاركة مع بقية الدول على صعيد المجالات في الاقتصاد والابتعاث وتبادل الخبرات المهنية والتعليمية التي فسحت المجال لكثير من أبنائها للسفر والتعلم وتبادل المعرفة، فتحت الأبواب لكل صاحب همة وعزيمة واستعداد، اليوم ممتنون للوطن الذي فسح مجالا لوجود المرأة بحقوقها المدنية والاجتماعية والأسرية والمهنية يفتخر فيها كأم وكأخت وابنة، اليوم ممتنون لفتح بوابة الثقافة المتنوعة وقبول المختلف عنا، وإننا نكمل العالم كله بوحدتنا الإنسانية، اليوم نشكر الله - عز وجل - على الوحدة والأمن والأمان، ثم نشكر ملكنا الغالي سلمان بن عبدالعزيز، ونشكر ولي العهد الشاب الطموح محمد بن سلمان على العزيمة والقوة في نهضة الشباب والمجتمع، اليوم شكرا لكل ابن وابنة لهذا الوطن الغالي وكل من ساهم برفع قيمة الوعي والإخاء والسلام، اليوم فخورون بأنفسنا وفخورون بوجودنا على تراب هذه الأرض الطيبة.