- أكملت الثامنة عشرة من عمرك؟! حسنًا، لا تسمح لأحد أن يخطّط مستقبلك!. لا تسمح بمعنى لا تسمح، خالصة مُصفّاة من أي مجاز أو لف ودوران وتردّد من أي نوع!.
- لا يعني هذا أنك لن تفشل، وقد تندم على خياراتك، من يدري؟! لكن تأكّد، وتذكّر دائمًا، حتى الخيارات التي كان يمكن لك اتّباع نصائح المُقرّبين بخصوصها، كان يمكن لك أن تفشل فيها وتندم على اختيارها، من يدري؟!.
- المستقبل، وما تحمله الأيام من مفاجآت وتقلّبات، لا يمكن لأحد التنبؤ به!. وأنت باختيارك ما تحب وتحلم، ستكون، على الأقل، أكثر تعاطفًا مع نفسك وتفهّمًا لذاتك، وتصالحًا وتسامحًا معها.
- دعك من الخوف الذي يحمله وعيد “أنا قايل لك.. ما قلت لك؟!”. الناس تقول كل شيء وعكسه!. توليفة: “أنا قايل لك.. ما قلت لك؟!” جاهزة ويمكن استعمالها في كل وقت!.
- اختيارك لما تريد وتحب وتحس بقدرتك على إيجاد ذاتك فيه، وترك بصمة خاصة فيه وعليه، سيجعل منك محبًّا للحياة، جادًّا وطريفًا فيها ومعها، سعيدًا حتى بمشقّاتها وضناها وكلفتها، وسيحفّزك دائمًا على تحمّل ضغوطاتها وتجاوز صعوباتها!.
- ستشعر أنّ الأساس سليم وأن الأخطاء فرعيّة ويمكن حلّها أو تجاوزها، وسيأخذ هذا الشعور مرتبته في المكانة المحترمة التي هي فوق الـ”غالبًا” وتحت الـ”دائمًا”!.
- على الأقل، وفي حال اختيارك الحرّ لمستقبلك، ومتى ما تعثّرت، فإنه يمكن لك بسهولة معرفة أسباب التعثّر، وبمعرفتها فإنك تقطع أكثر من نصف الطريق للنهوض مجدّدًا. في حين أنك وفيما لو تعثّرت في طريق اختاره لك غيرك، ربما لن تعرف مكمن الهفوة وسبب العثرة، وتكون ساعتها بحاجة إلى من ناب عنك في الاختيار، للإنابة عنك من جديد في شرح المشكلة وطرح الحل!. في الغالب لن تجده، وهذا يُعقّد الأوضاع أكثر، وأمّا إن وجدته، ففي الغالب، سيكون من ضمن جماعة: “أنا قايل لك.. ما قلت لك؟!”، وزيادةً في الضّيم، لن يكون كاذبًا!، قلتها لك قبل قليل: الناس تقول الشيء وعكسه!.
- أتممتَ الخامسة والعشرين من العمر؟! عشقت؟! أحببت؟! حسنًا، تقدّم لخطبتها وتزوّجها، ما استطعت إلى ذلك سبيلًا!.
- دعك من تلك النصائح الباهتة المنطفئة: “الحب يأتي بعد الزواج”، و: “الحب سيذوي وتذبل وروده مع الأيام”!. نعم، قد يأتي الحب بعد الزواج، لكنه أيضًا قد لا يأتي!، من يدري؟! لكن لماذا تترك ما هو موجود في قلبك، يُضيئه ويؤججه، لِمَا هو غير موجود؟! ما الفائدة؟!. ما المتعة؟!.
- ونعم يُمكن للحب أن يذبل، وينتهي، أو حتى ينقلب على عقبيه، من يدري؟! لكن هذا ليس سببًا لعدم تجريب العيش في ظلاله!، لأنه يمكن له أيضًا أن ينمو ويُزهر ويُثمر ويستمر، من يدري؟!. على الأقل ستكون جرّبت الحياة وعشتها مثلما كنت تحلم وتريد وتحب، وهذا أمر طيّب ورائع!.
- والخلاصة: لا تسمح لأحد بأن يخطط لك حياتك ومستقبلك، لأنها باختصار حياتك أنت، ولأنه باختصار مستقبلك، والمستقبل لا يعلمه إلا الله، لكن لماضيك وحاضرك فيه تلميحات!.
- الكلمة نفسها “مُستَقبَل” تعني أنك سُترسل لنفسك رسالة ثم تركض عبر الزمن لتستقبلها!. اكتب رسالة نفسك لنفسك بنفسك!. في النهاية لن يستقبل أحد تلك الرسائل نيابة عنك!. إن استقبلتَ رسائل الآخرين، ستجدهم، لن تجدك!. ستكون أنت هناك في الماضي، لم تكتب رسالتك لتستقبلها!.
- ملاحظة: مسألة السِّنّ المطروحة في هذه المقالة نسبيّة، ويمكنك تجاهلها!. أساسًا: يمكنك تجاهل كل ما سبق، واعتباره ثرثرة ليس إلّا،.. سلام!.