بدتْ التكنولوجيا في حضور مُقدّر في بلادنا، وعُقِدتْ بيننا وبينها الأواصر المتينة في كافة قطاعاتنا التشغيلية، واحتفتْ العقول الوطنية بالصداقة الجديدة مع مفاتيح التنمية والحضارة، ومنبع ذلك كله استشراف بصير حكيم صادق من قيادتنا الرشيدة بأن الذكاء الاصطناعي سوف يغيّر مسار الأعمال؛ وسوف يحقق الاستفادة من نواتجها لتطويركفاءة الأداء، إضافة إلى الاستفادة من أحدث الابتكارات التقنية، واستثمارها في جميع المجالات وتوجيه القوى البشرية نحو تطوير المعارف والعلوم في تصورات حديثة للنتائج حيث إن الذكاء الاصطناعي يهدف إلى ابتكار الأشياء المهيمنة في حركة العالم اليوم.

وتأسيساً على ذلك انطلقت من عاصمتنا الرياض الحبيبة في أواخر شهراكتوبر المنصرم قمة عالمية للذكاء الاصطناعي نوقشت فيها أربعة محاور رئيسة تربعتْ على جُلّ اهتمامات رواد الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم لرسم نسخ جديدة لكل وسم واسم من خلال الذكاء الاصطناعي وقيادة مساراته الرقمية، وحوكمته ومستقبله واستثماره الأمثل في جميع القطاعات؛ وهدف سام أكيد هو التوصل إلى سبل تقليص الفجوات الرقمية بين العالم المتقدم والدول النامية؛ ولقد بدتْ لنا صور جميلة حين تبنتْ بلادنا مؤتمراً لرواد الذكاء الصناعي ومؤسسي منصاته، فكان هناك استشراف لاندثار المهام الروتينية؛ كما أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي سوف تساعدكبار السن وذوي الإعاقة في تسيير حياتهم، فالروبوتات المنزلية يمكن أن تساعدهم في أنشطة الحياة اليومية مثل التأكد من تناول الدواء، وإعداد الطعام، ومساعدتهم على ممارسة الرياضة والحركة؛ ومتابعة أنشطتهم اليومية وتنفيذ المتطلبات الطبية والعلاجية. ونحن حينما تبنت بلادنا تنظيم القمة العالمية فإنها جلبت لنا معرفة عميقة في المجال من خلال رواد التعامل الرقمي في العالم حيث تفردت القمة بأنها تشكيل جديد لعالم جديد لأجيال جديدة أيضاً، وعند ذاك تحتاج أجيالنا السعودية القادمة إلى تدريب تقني متخصص لصقل مهاراتهم؛ وإلى نوع من التعليم يؤهلهم للتفكير بأفق متسع وإلى استحداث روابط غير عادية وغير متوقعة في كثير من المجالات، ونظراً لأهمية الذكاء الاصطناعي في مجموعهِ وتفاصيله؛ ولارتباط ذلك في جل الحراك الوطني في بلادنا ورؤيتها العملاقة 2030 وطموحاتها وأحلامها، ولِما يمثله هذا العلم من أهمية لمختلف القطاعات، ومحدداتها، واحتياجاتها، فلا بد أن يأخذ تأهيل الطلاب منحى مختلفا باستحداث ذلك المسار المعرفي العميق جداً في الجامعات وأن تخصص له معاهد ثانوية لاستزراع جذوره، وأن يربط اهتمام القيادة الرشيدة بكل استراتيجيات التدريب والتأهيل التعليمي؛ وأن يُعتمد لذلك عمليات استراتيجية ذات تأثير مُقاس وذات عوائد استثمارية مُشَاهدة وحقيقية؛ فمن المسلّم به أن قيادات الأعمال خاصة التنفيذية منها؛ يحتاجون إلى إلمام وثيق بالحواسيب لفهم صياغات التحكم بالإنتاجية والمخرجات؛ كما أن من يتلقون تعليمهم وتدريبهم في مجال الأعمال بوصفها تخصصاً رئيساً عليهم أن يدرسوا التاريخ الاقتصادي حتى لا يتحولوا إلى مسيّرين لا رأي لهم؛ وكذلك من يدرسون القانون والتخصات الإبداعية الأخرى كالفنون لابد أن يتعلموا كيف يعملون في عالم يسيطر عليه الذكاء الاصطناعي حيث يحتاج الناس إلى إدارة أوقات الفراغ؛ والمهارات التنظيمية ومهارات الاتصال وغيرها، وجميع المهارات التي تجعل من الإنسان قدرة تدعمها التقنية.

فالدولة- حفظها الله- وقيادتنا الرشيدة سعتْ لتهيئة الشباب لآفاقهم المستقبلية فلابد من المواكبة وتحضير الخلطات التي تجعل الذكاء الاصطناعي طعاما لذيذا للقوى العاملة السعودية من شبابنا!

وكثير مما لا نعلمه عن عمق ذلك الفضاء المكتنز كثير كثير!! ولكننا نعلم طموحات قيادتنا ونثق في قدرات العقول السعودية التي استضافت رواد الذكاء الاصطناعي من أنحاء العالم لحوارات ممتدة سوف تُثمر ومن ثم نبهر العالم.