من بعد حياة حافلة بجليل الاعمال ومكارم الاخلاق والبذل والعطاء امتدت لنحو نصف قرن إلا نيف، توفي عن 97 عامًا في الثامن والعشرين من يونيو 2020 الحاج سعيد بن أحمد بن ناصر بن عبيد آل لوتاه.

وسيرة الفقيد يجب أن تروى وتوثق وتنشر للأجيال الجديدة لما فيها من عصامية فذة وقدرة استثنائية على الكفاح والتحدي والصبر في الزمن الصعب.. زمن الحياة البدائية والعوز والافتقار إلى الخدمات الأساسية في حقبة ما قبل اكتشاف النفط. إن حياة الحاج سعيد تمثل بحق نموذجًا لما عاناه أبناء جيله في إمارات الساحل المتصالح قبل سنوات طويلة من قيام دولة الإمارات المتحدة، وكذلك ما عاناه آباؤنا وأجدادنا في عموم منطقة الخليج العربي، وتعطي مثالاً وضاء على الدور الذي يجب أن يرفد به رجال الأعمال دور الدولة في عملية البناء والتنمية الشاملة. ومما لا شك فيه أن هذا يساعدنا على تكوين فكرة عن التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي حدثت في المنطقة، وعن أحوال الرعيل الأول من رجالات الخليج ممن غاصوا في البحار لالتقاط أرزاقهم وركبوا المحيطات وذاقوا مرارة التغرب بعيدا عن الأهل والوطن والخلان، وشقوا طريقهم بصعوبة بالغة كي يبنوا ذواتهم أولاً، ثم ليساهموا في صناعة الخير والازدهار والنماء لبلدهم، متحلين في حياتهم وأنشطتهم بالصدق والحكمة والكياسة ورقي التعامل.

لوتاه مع سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم

وهكذا لم يكن غريبًا ما كتبه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات/‏ رئيس مجلس وزرائها/‏ حاكم دبي في نعيه للفقيد حينما قال سموه: «حط رحاله عند ربه اليوم الحاج سعيد أحمد آل لوتاه، أنشأ أول بنك إسلامي في العالم، وكان تاجراً عصامياً له بصماته في اقتصاد دبي، له يد طولى في الخير.. وهو أب للكثير من الأيتام،عرفت فيه عقلاً راجحاً وحكمة وسكينة، رحمك الله وتقبل عملك وألهم أهلك الصبر والسلوان».

والحقيقة أن الحاج سعيد لا يـُذكر فقط كمؤسس لبنك دبي الإسلامي، وهو الكيان المصرفي الذي أسسه بدبي عام 1975 برأسمال قدره 50 مليون درهم فقط كأول كيان من نوعه في عوالم المصارف العربية والأجنبية، إنما هو إضافة إلى ذلك مؤسس الشركة العربية الإسلامية للتأمين (إياك) عام 1979، ومؤسس ورئيس المجلس الأعلى لجامعة آل لوتاه العالمية بالاتصالات الحديثة/‏ الانترنت (جامعة رائدة في التعليم الجامعي مقرها دبي وتدرس الاقتصاد والتجارة والإدارة والمحاسبة وعلوم الحاسوب والصيرفة الإسلامية باللغتين العربية والانجليزية عن بعد، وبدأت الدراسة فيها عام 2001)، ومؤسس كلية دبي الطبية للبنات عام 1986، وكلية دبي للصيدلة للبنات عام 1992، ومؤسس أول جمعية تعاونية استهلاكية في دولة الإمارات تحت اسم «جمعية دبي التعاونية»عام 1972.

لقد آمن الفقيد مبكرًا بأن التعليم هو رسالة إنسانية وحضارية مقدسة وهو الركيزة الأولى لنهضة الأوطان، وأن الاستثمار في المواطن من خلال إعداده وتهيئته وتزويده بعلوم العصر الحديثة هو المقدمة الأولى لازدهار المجتمع ورفاهيته واستقراره السياسي والاقتصادي. وفي هذا السياق نعود إلى كلمة كان قد ألقاها في إحدى المناسبات وقال فيها:«من تجربتي في الحياة عرفتُ أن السياسة المستقرة هي إدارة الناس، لأنها مشتقة من كلمة ساس ويسوس وهي العلاقات المتوازنة بين أفراد المجتمع رغم تشابك مصالحهم واهتماماتهم وثقافتهم، وقدرة الدولة على إدارة دفة أمور أبنائها، وخلق جو من الثقة بين القيادة والأفراد على كل المستويات، سواء في المؤسسات الصغيرة أو الكبيرة، أو حتى على مستوى المجتمع الكبير، بما يضمن تكاتف وتضامن أفراد الشعب تجاه قضايا بلادهم أو التحديات التي قد يواجه مجتمعهم».

الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يكرم الحاج سعيد لوتاه

ومن هذه المنطلقات والمبادئ والرؤى راح لوتاه يستثمر ما وهبه الله من خيرات وتجارب متراكمة في الارتقاء بوطنه وناسه ومجتمعه، من خلال عدد من المبادرات النوعية غير المسبوقة في دولة الإمارات. فقام مثلا في عام 1982 بتأسيس«مؤسسة تربية الأيتام» لتربية ورعاية من فقدوا والديهم من عمر خمس سنوات إلى حين تخرجهم في سن التكليف، ثم تولى تشغيلهم في مؤسساته وشركاته وتزويجهم على نفقته كي يعيشوا معززين مكرمين قادرين على أداء واجباتهم تجاه أنفسهم وأسرهم وبلدهم. ومن الأمثلة الأخرى في السياق نفسه أنه قام في عام 1983 بتأسيس أول مدرسة إسلامية رائدة في العالمين العربي والإسلامي في دبي تحت سم«المدرسة الإسلامية للتربية والتعليم» لتخريج البنين والبنات بعد إتمامهم المراحل التأسيسية والتوجيهية والتخصصية. وهنا أيضا حرص الرجل على أن يحولهم بعد التخرج إلى ميدان العمل وفق تخصصاتهم المتنوعة مع تشجيعهم على مواصلة دراساتهم العليا.

علاوة على ما ذكرناه آنفا من وقوفه وراء تأسيس كليتي الطب والصيدلة للبنات، وجامعة آل لوتاه بالاتصالات الحديثة، أسس الرجل أول مركز في الإمارات للبحوث البيئية في دبي عام 1992، وفي العام نفسه أسس«مركز دبي الطبي التخصصي» ومختبراته للأبحاث الطبية، كما أسس«المعهد التقني» بدبي من أجل تخريج المهنيين في مجالات الصناعة والكهرباء والنجارة والسمكرة وأعمال الفايبرجلاس وتصليح السيارات، وتدريب طلاب مدرسته الإسلامية فيه، طارحا شعارا تشجيعيا لإحترام المهن والحرف اليدوية هو«تعلم مهنة واملك ورشة».

لوتاه مع المغفور لهما الشيخين زايد بن سلطان وراشد بن سعيد

لم يكتف لوتاه بكل هذه المبادرات، فدشن في عام 2003 بناء المستشفى التعليمي في دبي ليكون ميدانًا طبيًا لتطبيق العلاج الحديث وإجراء البحوث الطبية المتقدمة، ثم أطلق في العام نفسه أول دورة عبر الشبكة العنكبوتية لإعداد المعلم الشامل في كل مكان، فتم في العام 2004 تخريج الدفعة الأولى من هؤلاء المعلمين. ثم أردف ما سبق بإطلاق موقع إلكتروني مجاني على مدار الساعة هدفه تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها باللغات الإنجليزية والأوردية والصينية والتركية والروسية. وفي عام 2005 أسس نظاما شاملا للوقف الغذائي من خلال استثمار عوامل الأرض والمال والإدارة والتسويق لإنتاج غذاء رخيص الثمن. وفي العام نفسه أقدم على تحويل«المعهد التقني» الذي أتينا على ذكره آنفا إلى«مركز لوتاه التقني»، هادفًا بذلك إلى تطوير عمل المركز وفق أساليب مبتكرة حديثة في مجالات التعليم والتدريب والتطبيق.

لاحقا شعر لوتاه أن واجبه وما تعلمه من تمعنه في آيات القرآن الكريم يستوجب عليه أن يترجم الآيات الربانية على أرض الواقع خارج حدود الإمارات، فبادر إلى تأسيس مشروعات سكنية وصحية وتعليمية في كل من السودان واليمن وسريلانكا، فساهم بذلك في معالجة الفقر والحد من تفشي الأمراض والجهل في تلك الدول.

ولد المحسن الحاج سعيد لوتاه في دبي في مطلع العقد الثاني من القرن العشرين، إبنا لعائلة لوتاه العريقة التي قدمت للإمارات العديد من الرجال والنساء المعروفين، ونشأ وترعرع في كنف والده الحاج أحمد بن ناصر لوتاه، مستقيًا منه دروس الحياة. وبعد أن نال قسطا متواضعا من التعليم في الكتاتيب التقليدية بدأ حياته العملية قبل أن يبلغ سن الثانية عشرة، وذلك من خلال مساعدة والده في تجارة اللؤلؤ، تلميعا وإصلاحا وبيعا وشراء لهذه السلعة التي كان اقتصاد المنطقة يعتمد عليها قبل اكتشاف النفط، شأنه في ذلك شأن أقرانه من صبية تلك الحقبة في عموم منطقة الخليج العربي. وحينما شبّ قليلاً، وتحديدًا في سن التاسعة عشرة من عمره، أوكلت إليه قيادة سفينة شراعية باتجاه الهند وأفريقيا، فقام بتسييرها ببراعة في مياه الخليج وبحر عمان والمحيط الهندي، ناهيك عن أنه بزّ الآخرين الأكبر سنا منه لجهة معرفة الاتجاهات بالاعتماد على حركة النجوم. ولئن كانت تلك رحلته البحرية الأولى، إلا أنها لم تكن سفرته الأولى إلى الخارج. فقد رافق والده لأداء فريضة الحج في نهايات ثلاثينات القرن العشرين على ظهور الجمال وهو في سن السادسة عشرة، فرأى واستوعب وتعلم في تلك الحقبة المبكرة من حياته ما لم يحظ به الآخرون من أقرانه.

لوتاع في خلوته في الصحراء

في مرحلة نضجه واكتمال وعيه، عمل لوتاه في المقاولات والإنشاءات والأعمال الهندسية من خلال تأسيسه وترؤسه لأول شركة إنشائية هندسية بدبي في عام 1956 تحت اسم«س. س. لوتاه للمقاولات». كان ذلك في حقبة كانت دبي فيها تتلمس خطاها الأولى نحو الازدهار الاقتصادي في عهد المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم (توفي عام 1990) الذي آمن أن تنمية التجارة وأعمال البنية التحتية في دبي هي الحل الأمثل في ظل غياب الموارد الطبيعية. في تلك الفترة أصبح لوتاه مشاركا بالنصيحة والتوجيه في أعمال مجلس بلدية دبي، كما أصبح رئيسا لمجلس الإعمار الذي أنشأه الشيخ راشد لبناء أراضي المواطنين غير المقتدرين ليمنحهم جزءا من ريعها وجزءًا آخر لتسديد قرض البناء، لتعود ملكيتها بعد سداد القرض إليهم، فكان أن ظهر عدد من الضواحي السكنية الجديدة مثل: الراشدية وهور العنز والمنامة والحمرية وغيرها.

وقد تجلت مساهمة لوتاه في عملية إعمار بلده آنذاك بتأسيسه لمنطقة سكنية أطلق عليها«منطقة بورسعيد»، مخلدا بذلك حرب بورسعيد المصرية عام 1956. ثم قام في عام 1978 بتأسيس منطقة أخرى أطلق عليها اسم«منطقة بدر» كي يخلد ذكرى معركة بدر الكبرى في السنة الثانية من الهجرة، ومنطقة ثالثة مزروعة بالنخيل والشوارع الجميلة تحت اسم«مدينة لوتاه» تخليدا لاسم أسرته وعشيرته.

وأردف كل هذا بتأسيس عدد من المصانع ضمن مساهمته في دعم مشروعات بلاده وتوفير الخدمات لبني مجتمعه. ومن أمثلة ذلك مصنع بولي باك عام 1993، ومصنع الأسلاك عام 1994، ثم مصنع الفيبرجلاس، فورش متخصصة في أعمال النجارة والحدادة والكهرباء والتكييف وتصليح المركبات.

وتحتوي سيرة الفقيد لوتاه على مشاركات عديدة له في المؤتمرات والندوات العلمية العربية والإسلامية والدولية الخاصة بالاقتصاد الإسلامي والمصارف الإسلامية ومشكلات الإدارة والتمويل، منها على سبيل المثال مشاركته في الملتقى الثالث للجودة الذي انعقد في مدينة الدمام السعودية في عام 2011، حيث قدم ورقة بعنوان«الجودة نظام حياة». كما يتضمن سيرته إقدامه في العام 1981 على إطلاق مجلة«الاقتصاد الإسلامي» من خلال بنك دبي الإسلامي، وهي مجلة إسلامية متخصصة ورسالة إعلامية متميزة استهدفت نشر المنهج الإسلامي في الاقتصاد ودعم العمل المصرفي الإسلامي في بداياته، وأوكل رئاسة تحريرها والإشراف عليها إلى الشيخ محمد عبدالحكيم زعير المراقب الشرعي لبنك دبي الإسلامي آنذاك.

لوتاه مع الأمير خالد الفيصل والشيخ ماجد بن محمد آل مكتوم خلال تكريمه من قبل مؤسسة الفكر العربي

أما الجوائز والتكريمات والشهادات التي حصل عليها الفقيد خلال حياته الزاخرة بالعطاء والبذل والدأب فأكثر من أن تحصى. فقد حصل على لقب رجل الاقتصاد الأول في الإمارات عام 1999، ومنح في العام نفسه درجة الدكتوراه الفخرية من جامعة باركتون الأمريكية في ولاية إيوا تقديرًا لجهوده الاقتصادية والتربوية، وانتخب عضوًا في عام 2001 في الرابطة البريطانية للتعليم المفتوح كما حصل في نفس العام على جائزة رئيس دولة الإمارات التقديرية، وحصل في العام 2003 على الدكتوراه الفخرية من الأكاديمية الدولية للمعلوماتية في روسيا الاتحادية بالإتفاق مع هيئة الأمم المتحدة. وفي عام 2004 حصل على الدرع الذهبي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في مؤتمرها المنعقد في تونس وتمّ تكريمه من قبل مجلس التعاون الخليجي لخدماته التربوية الجليلة ونال شهادة تقدير من«مركز نداء الفطرة» لتحفيظ القرآن والسنة ومنح جائزة الشيخ حمدان بن راشد للعلوم الطبية لتأسيسه كليتي الطب والصيدلية للبنات في دبي، وفي عام 2012 نال جائزة الإبداع الاقتصادي من قبل مؤسسة الفكر العربي، وفي عام 2014 كرمته جامعة الدول العربية كمؤسس لأول بنك إسلامي على مستوى العالم وكداعم وحاضن لمقر النادي العلمي العربي للمخترعين. أما في عام 2015 فقد حظي بتكريم خاص من قبل سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بمنحه جائزة الاقتصاد الإسلامي. إلى ما سبق وضعته مجلة«فوربس الشرق الأوسط» ضمن قائمة أغنى مائة عربي لعام 2013.

وعلى الرغم من كل مشاغله ومسؤولياته العديدة، إلا أن الرجل لم يغفل عن أعمال تأليف ونشر وطباعة الكتب من تلك التي وضع فيها عصارة فكره وخبرته، مستهدفا إطلاع بني قومه والأجيال الجديدة في كل مكان على ما خفي عنهم. فأصدر العديد من المؤلفات باللغتين العربية والانجليزية نذكر منها: لماذا نتعلم؟ (1996)، الأهداف من تأسيس البنوك (1999)، تأملات في سورة الطلاق (2000)، الزواج في الإسلام عبادة (2005)، أوتار وأفكار: همسات من قوافي الشعر النبطي (2005)، القيادة الرشيدة (2006)، طرق على أبواب التربية والتعليم (2006)، عصرنة التأصيل الإسلامي للعمل الاقتصادي (2007)، صفات المؤمنين الذين يزكون أنفسهم (2008)، تأملات في الفرق بين كلمة الزكاة ومعنى الإيتاء (2009)، تحديث التعليم وتطوير المناهج (2009)، الزكاة والتزكية (2009)، تأملات في الوصايا العشر (2009)، من تجربتي (2009)، الثروة (2010)، اللائحة الإدارية (2010)، كيف تكون مديرًا (2010)، من هم جماعة التبليغ (2011)، حرب النقود والعملات (2011)، المجتمع الفاضل (2011)، لماذا المدرسة الصفية؟ (2011)، تكريم بني آدم (2013)، تحرير الإنسان (2013)، الفرق بين الزكاة والصدقة في حياة المسلم (2013)، خسارة الأمم (2015)، العبادة (2015)، مفهوم الأمانة (2015)، ما هو الإسلام؟ (2016).

الحاج سعيد بن أحمد بن ناصر آل لوتاه

عـُرف عن الحاج سعيد لوتاه عشقه للصحراء برمالها الذهبية الساحرة وأشجارها المتناثرة وأفقها اللامحدود لأنه استمد منه قلبًا خاشعًا وبديهة بدوية حاضرة وذهنًا متقدًا، فكان يمضي أوقاتًا طويلة في البر طلبا للسكينة والهدوء، واسترجاعًا لذكريات سكنت دواخله، وابتعادًا عن بهرجة المدينة وصخبها.

نعاه الشاعر السعودي الدكتور سالم بن زريق بن عوض بقصيدة طويلة من أبياتها:

قل للإمارات ما ماتت مكارمـهم

وكان في الناس ما أبقاه لوتــاه

مقدس الروح شهم في أرومته

غضنفر القول والأفعال يمنـــاه

تمشي عزيمته الشماء في وطن

فيض المحبة في الأجواء مسعاه

تظافرت في الآليء السبع بغيتهم

مثل الجمان الذي في الحب نهواه

ها أنت تمضي إلى الرحمن يا بطلاً

في ذمة الله!! ما آثرت رؤياه

كل الأيادي تمد اليوم ضارعة

أن يرحم الله وجهاً طاب محياه

وأن تنال من الفردوس منزلة

عند الإله. الذي ندعوه.«رباه»

شعبُ الإمارات قلبٌ نابضٌ رحمٌ

يدعو بأن يرحم الرحمن«لوتاه»