أيام ويبدأ عام جديد، قد يبدو من أكثر الأعوام غموضاً بسبب طبيعة الأحداث والتأثيرات التي طالت العالم أجمع في العام الحالي. لكن بكل الأحوال ما يعنينا هي دوائر التأثير والسيطرة الخاصة بنا، فالأمور الخارجة عن إرادتنا تماماً لا يجب أن تجد مكاناً لها في الأولويات.
دوائر التأثير والسيطرة هي المساحات التي تحيط بنا ونستطيع بكل سهولة أن نتحكّم بها ونقودها إلى حيث نريد، لكن قبل أن نفعل ذلك يجب أن ندرك جيداً ما نريده، ونتأكد أنه يعنينا فعلاً! ويستحق عناء وضع خطة متكاملة للوصول إليه، ونحن هنا بالتأكيد نقصد الأهداف التي يكثر الحديث عنها في هذا الوقت من العام، وتكثر معها القوالب وقوائم الإرشادات والبعض ينشر وصفاته لترتيب وتصنيف أهداف العام الجديد ويلصق بها عنوةً صفة «المثالية» بكونها الطريقة الصحيحة الوحيدة لتحديد الأهداف وتحقيقها! وهذا محضُ هراء!
الأهداف التي تختارها للعام الجديد، يجب أن تناسبك أنت، من حيث حجمها وطبيعتها وأهميتها ومداها الزمني وطبيعة قياسك لصعوبتها وسهولتها! وبالتأكيد لن تكون «السهولة» معياراً مهماً لنا! فالأهداف السهلة لا تستحق أن تُكتب ولا أن تُوضع في خطة.. لأنها ببساطة لن تذهب بك إلى أي مكان!
يجب أن تتحدّث مع نفسك بصدق وواقعية وصفاءٍ ذهني، عن أهم الأمور التي تحتاجها في هذا العام! أهم الأمور وليس كلها! ذلك أن كثرة الأهداف ضارة جداً.. فهي تمنعك من تحقيق أيٍ منها! قد تكون مهارةً تودّ اكتسابها لأنها تعني لك الكثير وستمنحك قيمة هامة في عملك أو مجتمعك أو حياتك الخاصة، ربما تكون لغة تودُّ إجادتها لأن ذلك كفيل بفتح آفاقٍ واسعة أمامك أنت بحاجةٍ لها! قد يكونُ مبلغاً من المال تنوي كسبه مقابل عملٍ إضافيّ من خلال تقسيم المبلغ على شهور السنة. مهما كان هدفك.. لا تدع أحداً ينوب عنك في تقييمه! فلا أحد يدرك قيمته ومكانته بالنسبة لك سواك! وتذكّر.. لو حققتَ هدفاً واحداً فأنت أفضل من حوالي 90% من الناس الذين يتحدّثون كثيراً ولا يُنجزون شيئاً.
التعليقات