منذ أسابيع، وأنا أتابع قضية الزوج الذي اكتشف بعد 11 عاماً أن الأطفال الثلاثة الذين أنجبهم من زوجته، ليسوا أبناءه وليسوا من صلبه، كشف ذلك بعد أن قرر إجراء تحليل DNA لدحض أي مخاوف لديه، وللتأكد أنه لا يعيش كذبة كبيرة، لكن للأسف، الطبيبة التي قدمت له التقارير كشفت له استحالة مطابقة البصمة الوراثية بينه وبين الأطفال الثلاثة، وطبطبت عليه بكلماتها قائلة: «ربنا يعوض عليك».

وبعدها بدأ المعني رحلته بين المحاكم لكي يزيح اسمه من أسماء الأطفال، الذين لا يزالون حتى هذه اللحظة يحملون اسمه، ومعاقبة الزوجة الخائنة.

لماذا فكر الأب بأخذ أطفاله بعد 11 عاماً لإجراء التحاليل لهم؟ جاء ذلك بعد تواصل أحدهم معه عبر الفيسبوك وإخباره بما يجري من خلفه، علماً بأن الزوج كان يعمل في إحدى الدول الخليجية، طيلة هذه الفترة.

المجتمع العربي يميل إلى الاستفزاز والتمويهات والانعطافات غير المتوقعة، لذا، استغربت أنه احتاج إلى 11 عاماً كي يصل إلى الزوج ليخبره بما يجري من خلفه!

الشيء الآخر أن غالبية أفراد المجتمع العربي كانوا بالتأكيد مع الأب المكلوم، حيث ظهر في العديد من البرامج التلفزيونية يتحدث عما حدث له، ولكن ما أن هدأ هذا النحيب والبكاء على الأخلاقيات والمثل والقيم، وبحَّ صوته من شتم الزوجة الخائنة، تذكر أن الخطأ الذي وقعت فيه الزوجة كان بمشاركة من الزوج الذي ترك حياته الزوجية التي بدأها للتو وسافر ليجمع المال.. فجأة تساءل البعض: لماذا علينا أن نرجم الزوجة وحدها؟