أقبل العام الجديد والعالم لا يزال يواجه الجائحة التي حاصرته ويتأقلم مع تبعاتها وإيجاد الحلول الناجعة لاحتوائها قدر الإمكان، وهذا ما يجعل السنة الجديدة اشبه بالساحة التفاعلية لقياس مدى فاعلية تطبيق سيناريوهات المحاكاة في مواجهة الازمات ونفعية القيادات والعقول التي تحمل الفكر الاستراتيجي والقدرة على اتخاذ القرارات في أحلك الظروف وأصعبها.

وكي لا يكون الكلام على عواهنه سأوضح لك يا قارئي كيف أن دبلوماسيتنا البحرينية استطاعت بجدارة أن تحول تحديات الازمة التي مررنا بها إلى فرص، بل وتحقيق إنجازات مشرفة سيوثقها تاريخنا الوطني.

أولا: برغم سياسة ترشيد الانفاق المتبعة في الأجهزة الحكومية لم تتخل وزارة الخارجية عن مسؤوليتها في اجلاء المواطنين الراغبين في العودة لأرض الوطن، فيما من رغب منهم في البقاء وفرت لهم كافة المستلزمات الطبية والغذائية وعملت على تأمين الإقامة الآمنة لهم.

ثانيا: شاركت دول العالم في مساعي نقل الادوية الطبية والاغاثية، وساهمت في عمليات الاجلاء المتبادلة بالتنسيق مع كافة بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج.

ثالثا: تولت الخارجية البحرينية بالتوجيه الملكي السامي الملف السياسي الأبرز في العالم وهو إعلان اتفاق السلام مع دولة إسرائيل وتعمل على متابعته مع مختلف الجهات ذات الصلة. وافتتحت قنصلية في مدينة العيون.

رابعا: أطلقت الوزارة للمرة الأولى على مستوى المملكة الخطة الوطنية لحقوق الانسان وقادت حملة توعوية مع كافة القطاعات الشريكة للتعريف بالخطة وتفعيلها في المجتمع من خلال الورش الموسعة مع القيادات الحقوقية دوليا ومحليا.

خامسا: لم ينته العام المنصرم إلا وقد أصرت الخارجية على إيصال صوت البحرين للعالم بأنها تشاركه جهوده في مواجهة تحديات الجائحة وبحث مآلات القضايا ذات التأثير على العالم والمنطقة من خلال استضافة حوار المنامة.

بعد تعداد تلك الإنجازات التي يهندسها مهندس الدبلوماسية الأول حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ويشرف عليها صاحب السمو ولي العهد رئيس الوزراء أيده الله ويقود ملفاتها سعادة وزير الخارجية على رأس فريق البحرين من الدبلوماسيين الاكفاء، استطيع أن اؤكد لك يا قارئي أن الدبلوماسية البحرينية تحلق في آفاق رحبة جديدة كليا عما مضى، فهي كل يوم في تحد جديد لمواكبة تحركات العالم واحتواء قضايا المنطقة والأهم من ذلك تحديها الأكبر بأن تحافظ على ما عُرفت به واختطته لنفسها منذ بدايات التأسيس بأن تكون نموذجا للدبلوماسية الوازنة الحكيمة، ومع ذلك في الطليعة.