الخذلان، كم هو مرير هذا الشعور، وكم من ألم يخلّفه بدواخلنا، وللأسف، قد تبقى رواسبه مدفونة في أعماقنا، معيقة علاقاتنا، تقدمنا، ثقتنا في أنفسنا، وثقتنا في الآخرين، كأشخاص أو تجارب. من منا لم يمر في حياته بتجربة الخذلان، وكم منا من أغلق بابه في وجه الحياة، بسبب الخذلان وخيبات الأمل.

لن يأتي الخذلان من بعيد، فغالباً ما تكون علاقتنا بالبعيد علاقة واضحة الحدود والمعطيات، ولا تربطها الكثير من المشاعر والأفكار، عكس العلاقات المقربة لقلوبنا وأرواحنا، لكن تلك التي أسرها التعلق، أي أصبحت الحياة بدون وجودهم مظلمة، حتى إن البعض يقول: «أموت إن تركني»، هنا، وفي هذه اللحظة، تأكد، ورغم الألم الذي قد تسببه هذه العلاقة، أنك ميت وأنت حي.

التعلق بالله وحده هو النجاة، لأن سواه فانٍ، الناس والأحداث والماديات، وكل شيء فانٍ. لكن السؤال الصحيح هنا، لماذا نصاب بمشاعر وألم الخذلان؟! هل الطرف الآخر هو السبب في ذلك؟! أم المواقف أو الزمن، أم ماذا؟.

المفاجأة هنا، هي أننا السبب الحقيقي خلف هذا الألم، وهذه النتيجة القاسية، أجل، أنت من سمح للآخر أن يسيطر على أفكارك ومشاعرك، وسلوكك أيضاً، أنت من رفع سقف التوقعات لأبعد الحدود، أعطى أكثر مما ينبغي، فوجد ما لا يستحق. وهنا، يكون الخذلان.

الحقيقة أن كل شيء في هذا الكون، قابل للتغير، نعم، حتى المشاعر والبشر، فهم في رأس القائمة، فجأة، أجل فجأة، بسبب أو بدون سبب، فالأسباب ترجع لصاحبها.

الحياة مليئة بالتجارب، لنتعلم منها، لا لأن نقف نبكي على أطلالها، ونعيش أدوار الضحية، اختياراتنا وقرارنا هو الأساس، تعلم كيف تتعامل مع علاقتك بنفسك أولاً، ثم الآخرين، فكم منا تألم من خذلان نفسه.