نعْلق أحياناً في ظروف الحياة ونعيش حالة من الفوضى الفكرية والمشاعر المتخبطة ونتجاهل سعة الحياة واتساع الرؤية، فالله عز وجل خلق اتساعاً كبيراً باتساع السموات والأرض وجعل في قلوبنا الرحمة واللطف والمرونة والقدرة على الاتساع والاحتواء؛ حالة الشغف والبحث فينا، وجعل في عقولنا القدرة والإدراك والفهم على طرق الأبواب العديدة والمتنوعة في الحياة.

يقيدنا أحيانا هدف ما، أو فكرة ما تمنع عنا رؤية الأشياء والمجالات والأبواب الكثيرة ونتمسك بشيء واحد فقط، وهذه معضلة التحديات التي تحاول أن تظهر أحسن ما فينا وربما أيضاً العكس.

التحدي هنا لكي نتعرف هل فعلاً نستحق هذا الهدف؟ هل يناسبنا هذا الهدف؟ أم هناك ما هو أفضل وجيد ومناسب لنا أكثر، تأتي التحديات لتظهر أكثر شيء فينا فعلاً، هذا يجعلنا نتعلم ونتدرب على المرونة والليونة في مسايرة الأهداف وتغييرها إن شعرنا بحاجة لذلك وإن أدركنا أن هذا الباب مغلق حتماً سيكون باب آخر وأبواب أخرى مفتوحة.

هذه التحديات تجعلنا ندرك ما هو أعمق ماذا نريد من هذا الهدف؟ ما النتيجة التي نريد أن نصل إليها؟ فربما نجد هدفاً آخر هو الذي نسعى إليه.

التحديات ليس فقط أن نقاوم ما نحب أو نحصر أنفسنا في إطار واحد، التحديات ربما تظهر فينا حب المعرفة والعلم وتجعلنا ندرك أنفسنا أكثر والحياة بشكل عام، التحديات ربما تظهر الشجاعة لدينا في القدرة على إغلاق الباب الذي لا يناسبنا والذهاب إلى أبواب أخرى نخوض تجربتها ونفتح مساراً جديداً لنتعرف على شيء آخر تماماً.

التحديات ربما تفتح باب السؤال؛ كيف أعيش حياة جميلة كيف أتعرف على السعادة كيف أستمتع بوقتي ويومي؟ وهذا يفتح مساراً آخر لحرية تجوال الفكر وتوسيع الرؤية في المعنى من وجودنا في الحياة هذا المعنى يجعلنا ندرك حقيقة دور التحديات هي لا تعاقبنا بل تعطينا مزيداً من البحث في الاكتشاف والمثابرة، ربما تكشف ضعفاً معيناً أو خللاً معيناً أو قوةً غائبةً عنا، تجعلنا ندرك المعنى من الحركة وحرية الاختيار وتعدده، تجعلنا ندرك معاني كثيرة نختبرها ونعيش من خلالها، تجعلنا حقيقيين لا متصنعين ولا مقيدين بفكرة واحدة أو هدف واحد فالحياة في اتساع دائماً.

لذا الإدراك الحقيقي يأتي بعد تجربة شيء ما، ما مدى صحته وما مدى رغبتنا فيه وهل هو مناسب لنا متفق مع القيم التي لدينا، وأيضاً قبل الشروع في الشيء الجديد جيد أن نشاهده من جميع الزوايا، لندرك كيف سيكون حتى وإن كانت فكرة لكي لا نعلق فيها لأنها ستؤثر على مشاعرنا وتصرفاتنا، نحن حصيلة ما نؤمن فيه من اعتقادات وأفكار وإن كانت رؤيتنا ذات اتساع وذات مرونة دون تزمت أو إجبار حتماً ستكون خياراتنا جيدة ومتوازنة وواقعية لن يفاجئنا شيء لأننا في حالة من سعة الأفق والنظر للمعنى بانسيابية جميلة مرنة.