تتابع الأحداث جعل القراءة ليست صعبة بقدر عامل الربط بينها، فمن أمريكا التي أقرت خطة التحفيز 1.9 تريليون دولار، وبداية الفتح الاقتصادي، حتى إن بعض الولايات الأمريكية أقرت فتح كامل شامل كولاية تكساس، وإعلان الرئيس الأمريكي عن قرب أو وصل لمستويات أن اللقاح قد تلقاه أكثر من 100 مليون أمريكي وأيضا وصول شيكات التحفيز، والتحسن الصناعي وتراجع طلب الوظائف مقارنة بفترة سابقة، ونقاش اليوم عن سعر الفائدة الأمريكي هل سيتم الرفع لمواجهة التضخم كما تنفي الزيادة وزيرة الخزانة الأمريكية «بيلين»، أما أوروبيا فلا زال جدل توزيع اللقاحات يناقش ويصطدم بسوء التنظيم ووفرة اللقاحات وتصادم بين دول الاتحاد وشركة استرازينكا البريطانية حول اليوم «موثوقية» اللقاح بعد ظهور بعض حالات التجلط، رغم تأكيد رئيس وزراء البريطاني ومتحدثة من منظمة الصحة العالمية بصحة اللقاح وسلامته ولا شيء يدعو للقلق، هذا الزخم العالي حول لقاح استرازينكا والذي تلقاه لليوم 100 مليون حول العالم، ولم نجد أو نقرأ أي حالات وفاة، أو بمعنى أدق هناك تأكيدات منظمة الصحة والشركة نفسها على سلامته، فماذا يعني ذلك ؟ هل يمكن أن يقال إن هناك حالة من «غضب أوروبي» على بريطانيا بسبب خروجها من الاتحاد، هل تم تسييس اللقاح باعتباره بريطاني ؟ رغم أنه هناك شركة سويدية مشاركة، سؤال يطرح لا يوجد ما يؤكد شيء، ولكن تشكيك لا يستند على حقائق كما تقول منظمة الصحة العالمية التي لا تعتمد شيء لا يكون مفيدا للعالم بدون النظر عن مصدرة أو من أنتجه أو من استفاد ماديا أو غير ذلك.

الاقتصاد اليوم يتحسن تدريجيا حول العالم، وعلى الأخص الصيني الذي يحقق قفزات نمو متسارعة وبنسب من رقمين في بعض القطاعات، وأمريكا أيضا تتجه للتحسن الفعلي اقتصاديا وهي تسير بهذا المسار، وشركات الطيران الأمريكية تعوض بعض خسائرها بعودة نشاطها التدريجي، وحين يتحسن الوضع في أمريكا كأننا نقول إن نصف مشكلة العالم مع كورونا قد حلت سواء من جانب اقتصادي أو حراك، ووفرة اللقاحات التي سيعني هناك فوائض بعد نهاية أخذ اللقاح في أمريكا، مما يلزم نشر اللقاح في العالم بعد تراجع الأمريكي، وأيضا أوروبا التي قد ترفض بعض الدول مع أنني أعتقد أنها ستعود للقاح استرازينكا لتأكيدات السلامة ووفرة الإنتاج البريطاني «يصنع بالهند» ومع اعتماد لقاح جونسون أند جونسون ذو الجرعة الواحدة الذي سيخلق فارقا هائلا في نشر اللقاحات بشرط وفرة الإنتاج وتوزيع متوازن حول العالم، العالم يعود بوتيرة أفضل وبدأت من أمريكا تليها أوروبا محركات الاقتصاد العالمي، وعودة الحياة التي بدأت تبرز ملامحها وقد تكوت أوضح كثيرا بنهاية شهر يوينو 2021.