رسالة وصلتني من زوج يقول فيها، "زوجتي إنسانة رائعة تبذل قصارى جهدها طوال العام، وتجتهد في أعمالها المنزلية من طبخ وتنظيف وغسيل وترتيب واهتمام بأبنائنا ودروسهم، لكن كل عام في رمضان تتحول تماما إلى إنسانة أخرى لا أعرفها، عصبية لأتفه الأسباب (ونفسها في رأس خشمها) ولا تهتم بنفسها وأناقتها فطوال الشهر ما تلبس إلا (قميص الروز)، وإذا فكرت في دعوة أحد من أهلي أقامت الدنيا وما أقعدتها و(لازم) أعطيها خبرا قبلها بأسبوع على الأقل، أنا فعلا أعاني هذا الأمر كل عام وأشعر أني أحتاج إلى من يمسك بيدي ويخبرني من أين أبدأ في علاج هذه المشكلة".
لمثل هذا الزوج وكثيرين غيره أقول أنت لا تحتاج إلى من يمسك بيدك، بل دع قدميك تقودانك عقب صلاة العصر إلى المطبخ وتفرج على تلك المعارك الطاحنة التي تعيشها زوجتك يوميا، بينما أنت وكثيرون غيرك إما مسترخي أمام التلفاز وإما تتنقل بجوالك ما بين "واتساب" و"سناب شات" و"تويتر"، وكأن تلك المعركة التي تخوضها زوجتك تقع خارج حدود بيتك، إحساسك بالتعب والجوع والعطش هو إحساس زوجتك نفسه، لكن الفرق بينكما أن مسؤولياتها المتراكمة فوق رأسها لا تسمح لها بالاسترخاء، فهي كأم يجب أن تهتم بأبنائها وتحضر لك ولهم سفرة إفطار متنوعة تبذل فيها قصارى جهدها لتنال رضاكم ثم لا تجد بعدها سوى قول، "وبس هذا فطوركم"، وهي زوجة مسؤولة تجاهد لتوفير الهدوء لك أثناء قيلولتك، ورغم ذلك صراخ أحد أطفالك قد يجعلك تنهض كأنك "دراكولا" وما تلقى غيرها "لتفش خلقك" فيها وربما هي موظفة مثلها مثلك تعود للمنزل معك وقد عانت زحمة الطريق وضغوط العمل ورغم ذلك تخلع "عبايتها" وتدخل المطبخ لتلاحق الوقت قبل الأذان.
مع الأسف هناك بعض الأزواج الأنانيين الذين لا يقدرون الجهود التي تبذلها المرأة أثناء نهار رمضان لتحضير سفرة الإفطار، خصوصا من ليس لديها عاملة تساعدها ويكون عندها أطفال صغار في الوقت نفسه، لذلك عزيزي الزوج إياك أن تمارس عقدة "سي السيد" من بعد صلاة العصر إلى المغرب، فهذا الوقت يكون مشحونا نفسيا والضغوط في أقصى حالاتها بالنسبة إلى المرأة، وتكون في أشد احتياجها النفسي لكلمة حلوة تجبر خاطرها وتنسيها تعب يومها.
وخزة
ثلاث عبارات عليك كزوج أن تتحاشى قولها في رمضان "بس هذا فطوركم"،
و"يا زين فطور أهلي" و" ترى معي ضيف مفاجئ على الفطور".