كانت فكرة ذكية جداً من شركة الاتصالات الشهيرة، والتي تتلقى كغيرها، الكثير من الانتقادات من الشارع المصري، بأن تتصدّر إعلانات الموسم الرمضاني وتكتسح حديث الناس وتستولى على حوارات المنصات، بمفاجأة مدهشة أسعدت قلوب الملايين من ذوي الذاكرة القوية، لقد أشعلت «أيقونة الاستعراض الأولى» الأجواء في 4 دقائق بحضور استثنائي لا يليق إلا بها، كاسرةً غبار الغياب الذي تجاوز 19 عاماً!. إنها شريهان عندما تعود فهي تعود كعودة الأساطير.

آلاف التعليقات الطريفة من الشعب المصري احتفت بالشركة الشهيرة ولسان حالهم يقول «لقد أحببناكم مجدداً رغم عيوبكم فقط من أجل خاطر شريهان»، بجانب عشرات الآلاف من التفاعلات من جمهورها العربي من كل أنحاء العالم الذي عبَّر عن فرحته الغامرة بعودتها. نعم حصلت نجمة الثمانينيات والتسعينيات الشهيرة على 2 مليون دولار وبعض الامتيازات الأخرى من الشركة، وهذا حقها مقابل اسمها الذي حقق صيتاً لن يتكرر في تاريخ الفن العربي.

الفنانة المصرية القديرة «سميحة أيوب» علَّقت: «عودتها تدل على أن الفن لا يزال بخير، لقد أطلَّت شريهان على جمهورها وهي مليئة بالطاقة والحياة، وأعطت درساً للجميع أنه مهما مرّ الإنسان بصعوبات، عليه أن يتجاوزها». وبالفعل لم يكن الإعلان عشوائياً بل يختصر قصص معاناتها مع عدد من التحديات الصعبة والمؤلمة، حاملاً فكرة قوية عن حب الحياة وكسر العوائق. مخرج الإعلان محمد شاكر قال: قالت لنا شريهان (أريد أن أطبطب على الناس في هذه الظروف الصعبة) كانت تحمل بداخلها حباً كبيراً للجمهور الذي لم ينساها رغم الغياب عن الشاشات، وأرادت رد الجميل بأن تبث لهم رسالة أمل. بكل بساطة شريهان تخبرك بما مرّت به، وتقول لك إنها ما زالت تحلم وتسعى دون ملل، وتطالبك ألا تتوقف أبداً في رحلتك مهما حدث.

لقد عادت النجمة التي لا تشبه أحداً، ولا أحد يشبهها، وكأن جمالها صُنع في قالب يستخدم لمرة واحدة، بكامل أناقتها وحيويتها وسحرها وتأثيرها الخاص في حضورها وكلماتها أيضاً حينما غرَّدت قائلة: هو العمر فيه كام ثانية ودقيقة وساعة أو شهر وعام لأعيش بكم ومعكم وبينكم، أنا بعيش لحظة إنسانية صادقة، لحظة انحناءة شكر من قلبي، وعمري لكم جميعاً، ودون ترتيب ولا استثناء، لحظة انتظرتها كثيراً، لرد جميل في رقبتي من سبتمبر 2002، مشاعري كلها متلخبطة لكن سعيدة.

شكراً لعودتكِ أيتها الجميلة، وأنا ضمن ملايين.. أنتظر عرض مسرحيتك «كوكو شانيل» على الشاشة قريباً.