أشعر بتشجيع كبير إزاء التقدم الهائل الذي أحرزته مجموعة العشرين خلال هذا الاجتماع على مستوى عدد من القضايا الحاسمة. وتحديدا أود الإشادة بتأييد مجموعة العشرين للاتفاق التاريخي على حد أدنى لمعدل ضريبة الشركات. فسيساعد ذلك الدول في الحفاظ على قاعدة ضرائب الشركات وفي تعبئة الإيرادات من خلال ما يحققه من ضمان سداد الشركات عالية الربحية نصيبها الضريبي العادل في كل مكان.
وأود أن أشيد أيضا بتركيز مجموعة العشرين على المخاطر المناخية ودور آلية تسعير الكربون. وأثناء مؤتمر مجموعة العشرين المعني بالمناخ يوم الأحد أعتزم متابعة اقتراح تعيين حد أدنى لسعر الكربون الدولي الذي يمكن أن يساعد على تسريع تحول الاقتصاد العالمي إلى نمو منخفض الكربون.
فقد أقرت مجموعة العشرين بالحاجة الملحة إلى الاستعداد على نحو أفضل لمواجهة أي تهديدات للصحة العامة في المستقبل، ورحبت بتقرير الهيئة المستقلة رفيعة المستوى لتمويل المشاريع العالمية والمعنية بالاستعداد والاستجابة للجوائح، معربة عن التزامها بالعمل مع المؤسسات المالية الدولية والشركاء ذوي الصلة لإعداد مقترحات لتوفير مستدام لتعزيز الاستعداد والاستجابة للجوائح في المستقبل.
وأود كذلك أن أعرب عن عميق امتناني لتأييد مجموعة العشرين ودولنا الأعضاء، توزيع مخصصات جديدة من حقوق السحب الخاصة بقيمة 650 مليار دولار، هو الأكبر في تاريخ الصندوق وبمنزلة حقنة لقاح في الذراع للعالم.
وبالنسبة للاقتصاد العالمي، لا يزال التعافي مستمرا، متسقا إلى حد كبير مع توقعات الصندوق في نيسان (أبريل) أن يبلغ النمو العالمي 6 في المائة هذا العام. ومع ذلك فإن حدة التباعد بين الاقتصادات آخذة في التزايد. فلا شك أن العالم بات يواجه تعافيا مزدوج المسار.
وبينما تتسارع وتيرة النمو في أكبر الاقتصادات المتقدمة وبعض دول الأسواق الصاعدة انطلاقا من مزيج يجمع بين الدعم القوي من السياسات المالية والنقدية، والوتيرة السريعة لعمليات التلقيح نجد النمو مكبوحا في عديد من الدول الأخرى، ولا سيما الأفقر وغير القادرة على الوصول إلى اللقاحات وتشهد طفرة في معدلات الإصابة بالعدوى.
وفي ظل الموجة الخطرة من الإصابة بسلالة متحورة سريعة العدوى التي بدأت تتخذ طريقها عبر دول العالم، فإن الجائحة تظل مصدر خطر أساسيا يهدد العالم أجمع. وينبغي القيام بتحرك عاجل يركز على ثلاثة مجالات رئيسة.
أولا، تسريع عمليات التطعيم: لتشمل 40 في المائة على الأقل من السكان في كل بلد مع نهاية عام 2021، و60 في المائة بحلول منتصف عام 2022.
وقام البنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي، بالتعاون الوثيق مع مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد - 19، بتشكيل فرقة عمل لتكون بمنزلة غرفة عمليات تساعد على تحقيق هذا الهدف، وإني لأرحب بشدة بتأييد مجموعة العشرين إعطاء أولوية لتسريع إيصال اللقاحات، ووسائل التشخيص، والعلاجات. وبإتاحة اللقاحات بسرعة أكبر لمجموعات السكان المعرضة لمستويات عالية من المخاطر يمكن إنقاذ حياة أكثر من نصف مليون شخص هذا العام. ومن شأن عودة النشاط بشكل طبيعي في كل مكان يمكن أن تضخ تسعة تريليونات دولار في الاقتصاد العالمي حتى نهاية 2025، وبتكلفة قدرها 50 مليار دولار لتنفيذ خطة إنهاء الجائحة فإنه لا مجال للمقارنة... يتبع.