قال بيتر ستانو، المتحدث باسم الاتحاد الأوروبى، إن الاتحاد مستعد لتقديم الدعم والمساعدة فى قضية سد النهضة، وإنه يعمل مع شركائه الدوليين، وفى المقدمة منهم الولايات المتحدة الأمريكية، لدفع أطراف قضية السد الثلاثة إلى طاولة التفاوض وصولاً إلى حل فى النهاية!.

هذا كلام سمعناه من قبل على لسان الاتحاد وعلى لسان الولايات المتحدة أيضًا، وهو كلام يتبين عند اختباره أنه يقال على سبيل إثبات الحضور.. لا أكثر!.

والسؤال الذى سوف يدور فى داخل أى عاقل يسمع مثل هذا الكلام هو كالتالى: إذا كان الاتحاد مستعدًا للتدخل بهذه الدرجة من الشهامة، فماذا يا رب يمنعه من الدعم ومن المساعدة؟!.. وسؤال آخر: ماذا قدم الاتحاد فى جلسة مجلس الأمن ٨ يوليو من أشكال الدعم؟ وماذا قدمت فرنسا فى الجلسة من صور المساعدة، مع ما نعرفه عن أنها عضو فى الاتحاد، ومع ما نعرفه عن أن مندوبها فى الأمم المتحدة يرأس مجلس الأمن خلال هذا الشهر؟!.. وسؤال ثالث: لقد عاد الوزير سامح شكرى بالكاد من بروكسل، حيث مقر الاتحاد، وكان وجوده هناك بهدف واحد هو دعوة الاتحاد إلى أن يكون صاحب موقف له أثر فى الموضوع!.

لم يذهب شكرى إلى العاصمة البلجيكية بمجرد عودته من جلسة المجلس فى نيويورك لشرب الشاى والقهوة، وإنما ذهب لدعوة الاتحاد بشكل صريح ومعلن.. ومع ذلك فالجماعة فى الاتحاد ينتظرون دعوة!.. إن كلام الخواجة بيتر يعيد تذكيرنا بكلام مماثل على لسان موسى فقى، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى، وفيه يتكلم اللهجة ذاتها ويقول إنه مستعد للعب دور فى موضوع السد!.

أى استخفاف بالعقول يمارسه هؤلاء المسؤولون على الناس؟!.. ماذا ينتظر الاتحاد وماذا تنتظر المفوضية الإفريقية إذا كان معتصم العوض، مدير إدارة الخزانات فى السودان، يقول إن الملء الأول للسد من جانب إثيوبيا، أخرج جميع محطات الشرب فى ولاية الخرطوم من الخدمة؟!.

أى استخفاف يمارسه هؤلاء المسؤولون فى حقنا هنا وفى حق السودان، إذا كانت هذه هى تداعيات الملء الأول الذى هو أقل من الملء الثانى؟!.

علينا ألا نصدقهم إلا إذا قرنوا كلامهم بعمل، وإلا إذا تحدثوا عن مفاوضات لها أول ولها آخر وأمامها هدف فى وضوح الشمس، وعلينا إجمالاً ألا نراهن إلا على أنفسنا!.