من أجمل الأخبار التي تداولتها الصحافة المحلية والإقليمية والعالمية هذا الأسبوع هو انتخاب المملكة العربية السعودية نائباً لرئيس لجنة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عن المجموعة العربية في لجنة التراث العالمي للفترة ما بين 2021-2023، وذلك خلال انعقاد أعمال الدورة الرابعة، ويعد هذا الخبر إنجازاً جديداً يضاف إلى الإنجازات الكبيرة والكثيرة والتي تحققها المملكة خلال الفترة الحالية بدعم الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- حيث يوليان جميع المجالات العناية والاهتمام والدعم والمساندة ولكل ما يجعل المملكة في مقدمة الدول، وكما تعلمون فالثقافة والتراث هما من أهم المجالات التي تساهم في تعزيز الهوية الوطنية، ويولي معالي وزير الثقافة صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله آل سعود -حفظه الله- هذا الملف جل اهتمامه حيث تأتي جهود وزارة الثقافة من أجل توثيق وتسجيل وحفظ التراث الوطني السعودي.

أقر المؤتمر العام لليونسكو في دورته السابعة عشر بباريس في 16 نوفمبر 1972م الاتفاقية المتعلقة بحماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، وتسعى هذه الاتفاقية على المحافظة للإنسانية وللأجيال على الشهادات الطبيعية والثقافية التي لها قيمة عالمية واستثنائية حول العالم، ومن هنا فإن وزارة الثقافة قامت بتسجيل عدد من المواقع الأثرية الطبيعية والتي من صنع البشر ضمن مواقع التراث العالمي في اليونسكو ليتم إدراجها ضمن برنامج مواقع التراث الإنساني العالمي، وقد تم بالفعل تسجيل عدد من المواقع التراثية والأثرية وهي: (الحجر مدائن صالح، حي الطريف في الدرعية، جدة التاريخية، الفنون الصخرية في منطقة حائل (جبة والشويمس)، واحة الأحساء، منطقة الحمى الثقافية في نجران، والجهود الكبيرة التي توليها المملكة فيما يخص تسجيلها التراث المحلي يجعلها من الدول التي تستحق هذا الترشيح وبجدارة حيث تحافظ السعودية على الإرث الإنساني وتوليها جل العناية والاهتمام.

إن اعتماد لجنة التراث العالمي بإجماع أعضائها كافةً مشروع القرار المقدم من المملكة لبناء قدرات العاملين في مجال التراث للعشر سنوات القادمة، مما سيسهم في تعزيز التنوع الجغرافي للخبراء، وتمكين الكفاءات الإقليمية، ووضع خطط وتدابير لحماية مواقع التراث الثقافي المهددة بالخطر، إلى جانب رفع الكفاءات التقنية والمهنية للشباب والخبراء في مجال التراث العالمي على حدٍ سواء.

‏‎ تُعنى اللجنة التابعة لـ»اليونسكو» -المؤلفة من ممثلي 21 دولة منتخبة من قبل الجمعية العمومية- بدراسة اقتراحات الدول الراغبة في إدراج مواقعها في قائمة التراث العالمي، وفي مساعدة الخبراء لرفع التقارير حول المواقع وتقديم التقييم النهائي للحسم في قرار إدراج المواقع المقترحة ضمن قائمة التراث العالمي.

نحن في المملكة العربية السعودية فخورون بكل ما يسجل لنا في هذا المجال من الإنجازات، كما أننا على ثقة بجهود صاحبة السمو الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز آل سعود، المندوب الدائم للملكة لدى منظمة اليونسكو وفريق العمل معها لتحقيق مكاسب عالمية أخرى للمملكة.