عالم متطور، منطلق بسرعات مهولة، الأحداث تتلاحق وتكنولوجيا تتولد باضطراد جامح بوتيرة لا مثيل لها، و أمور ندور فيها وهي تدور حول حياتنا، وتندلع ذبذباتنا الداخلية فيها، ونجد أن الأفكار هي الواجهة الأمامية لكل ذلك، وهي المعول الذي يبني الابتكار ويعزز الإبداع، ويكشف أفضل الاختراعات التي تدار بنظام متقن، لتخلق مشاريع عظيمة.

الأمر في صميم المعاني التي تحقق مفاهيم المرحلة الحالية، وأهمها فكرة حاضنات الأفكار، حيث من المتوقع أن تكون خط المواجهة المستقبلي لحرب الأفكار، حيث إن القراءة المتأنية لمستقبل الإنسانية تشير إلى أنه من الضروري لكل من يحرص على البقاء في ساحات العطاءات أن يولد أفكاراً مختلفة ويضعها في مستودعاتها الخاصة لغرض استخدامها يوماً ما.

يعتقد المختصون أن هذه الأفكار يجب أن تكون إيجابية بحتة، ولكي يحصل الشخص على ابتكار جذري أو استثنائي فهو بحاجة إلى نظام مميز لإدارة الأفكار والانغماس في التوجيه الاستراتيجي لها، من خلال إصدار آليات تتصدى للتحديات وتواجهها، ومن خلال تحفيز براعم النضج الفكري الإبداعي المختلفة كمفاتيح للمبادرات الجادة لتنفيذ الأفكار.

قد يتحول وضوح الأفكار التي يخزنها صاحب الفكرة في محفظته الفكرية إلى سلعة خاصة يتم احتواؤها كمخزون استراتيجي استعداداً لمواجهة الصعوبات من خلال التعامل مع المستقبليات، ومن الجيد أن يتبنى الفرد نظاماً مختلفاً. التفكير الذي لا يعتمد على الصدفة، في حين يعالج الأشياء بطريقة مؤسسية وبأفكار جذابة، سيحقق دائماً المدهش كمنتج يفيد الفرد والمجتمع.

فوفقاً لخبراء اقتصاديين مثل «روبرت دي أتكينسون» و«ستيفن ج ايزل» لا يقتصر الأمر على الأفكار التي تؤدي إلى المفاجأة وتنتج عن الابتكارات الإضافية التي عادة ما تجني أرباحاً وعائدات سريعة وتوفر التكاليف فحسب، بل يتم اعتمادها في المنتجات، وعمليات وخدمات ونماذج تنظيمية جديدة لحاضنات الأفكار أيضاً، كما ورد في كتابهما «اقتصاد الابتكار: سباق الأفضلية العالمي».

وبناء عليه، من خلال التعاون في هذه الحاضنات يجتمع أصحاب الأفكار في مؤسسات لتبادلها، وتعزيز بعضهم البعض، وتطوير أفضل الأفكار تلقائياً بديناميكية خاصة، وبالتالي الحصول على وفرة من الأفكار الكافية، لتحويلها إلى منتجات حية، كما يرى العالم في الاستعدادات لمعرض إكسبو 2020 في دبي، الذي ستبدأ أنشطته بداية أكتوبر المقبل، كهدف لخطة نموذجية ستكون الأفكار فيها استثماراً في خط الابتكار.