يوافق اليوم الخميس يوم احتفال المملكة بذكرى تأسيسها الحادية والتسعين، وهذه المناسبة تأتي كفرصة لتوثيق المنجز السعودي في المجالات المختلفة، فقد سجلت المملكة المرتبة الثانية بعد الصين في مؤشر التعافي من جائحة كورونا لسنة 2021، وتفوقت بذلك على 119 دولة بينها أميركا وبريطانيا وروسيا واليابان، وقفزت من المركز 120 إلى المركز 58 في المؤشر العالمي لنسبة امتلاك المساكن، والمتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 70 % في 2030، ما يعني أنه من بين كل عشرة سعوديين سيكون هناك سبعة يملكون مساكنهم.

أحدث تقرير أصدره البنك الدولي صنف المملكة في مقدمة الدول الرائدة والمبتكرة في مجال تقديم الخدمات الحكومية والتفاعل مع المواطنين، وتقدمت الدولة السعودية خمسة مراكز في مؤشر الدول الجاذبة للكفاءات لتصبح في المرتبة 28 عالمياً، وفي هذا مؤشر على الحراك الاقتصادي الفاعل في الداخل السعودي، والأهم هو إعلان سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، قبل فترة قصيرة، عن برنامج تنمية القدرات البشرية.

فالبرنامج يمثل استراتيجية وطنية في رؤية 2030، وسيركز على إعادة هيكلة التعليم من مرحلة الطفولة المبكرة ولمدى الحياة، والمعنى أنه سيطور قدرات ومهارات المواطنين في كل مراحلهم العمرية، وبما يتواءم واحتياجات سوق العمل الحالي والمستقبلي، ومع التخصصات والمهارات التي يطلبها فعلياً، لأن هناك تخصصات مهمة ولكنها غير مطلوبة كالطب والهندسة، ويوجد بين المواطنين العاطلين، وفق الإحصاءات المتوفرة، قرابة 13 ألف طبيب عام وطبيب أسنان، وأكثر من 24 ألف مهندس، علاوة على أن التعلم في القرن الحادي والعشرين يحتاج لمهارات مختلفة كالتفكير الإبداعي وتحليل البيانات والبرمجة.

برنامج تنمية الموارد البشرية سيعمل على جملة من الأمور، أهمها، رفع نسبة الالتحاق برياض الأطفال باعتبارها القاعدة الأساسية للتنمية من 23 % في 2020 إلى 40 % في 2025 ومن ثم 90 % في 2030، وأن تكون هناك جامعتان سعوديتان بين أفضل مئة جامعة عالمية، وست جامعات سعودية بين أفضل مئتي جامعة عالمية، وكذلك مشاركة عشرة آلاف طالب سعودي في مئتي جامعة حول العالم في 2025، مقارنة بأربعة آلاف طالب في الوقت الحالي، بجانب تحقيق المركز 45 في مؤشر البنك الدولي لرأس المال البشري من أصل 157 دولة، ورفع نسبة التوطين في الوظائف عالية المهارة إلى 40 %.

المشروع الإصلاحي الكبير الذي بدأته الرؤية وعرابها في 2016، بمباركة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حول الوطن إلى ورشة عمل ضخمة تعمل على تهيئة المجتمع والدولة لمرحلة ما بعد النفط، وذلك بالاعتماد على الفرص غير المستغلة، وعلى مقومات الدولة الجغرافية والسياسية والاقتصادية، وقد استطاع السعوديون ومنذ الدولة السعودية الأولى أن يعيشوا من دون نفط طوال أكثر من 180 عاما، وهم يستطيعون استعادة التجربة وتطويرها بشكل ناضج وعصري ومدروس.