أيام قليلة فقط تفصل العالم عن واحد من أهم الأحداث التي تمثل ذروة التواصل الإنساني، وتعبر عن ترابط العالم، تنوع ثقافاته وإسهاماته الاقتصادية والعلمية، ومدى قرب الشعوب والأمم من بعضها وواحدية مصير البشرية.
ذلك الحدث بلا شك هو إكسبو 2020، الذي يعد من أهم الفعاليات العالمية والذي تستضيفه لأول مرة دولة عربية، وتشير المعطيات الأولية أن نسخته الأحدث التي تنطلق من دبي في مطلع أكتوبر المقبل قد تكون الاستضافة الأكثر تميزاً وتفرداً، بالنظر للتحضيرات التي تم الاستعداد لها منذ سنوات مبكرة بعد ساعات فقط من إطلاق الألعاب النارية في سماء إمارة دبي ومن أعلى مبنى في العالم، برج خليفة، في 27 نوفمبر 2013، احتفالاً بفوز دولة الإمارات باستضافة هذا الحدث العالمي الفريد الذي يقام لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.
وتتمثل فرادة النسخة الجديدة من إكسبو، والتي كان مقرراً لها أن تقام في العام الماضي، وتأجلت نتيجة لتداعيات كورونا التي ضربت العالم، في أنها تقام في رحاب مدينة دبي التي ارتبط اسمها بالإنجازات العالمية المدهشة، وارتفع رصيدها الثقافي والاقتصادي والمعرفي عالياً بطول ناطحات السحاب السامقة التي تزاحم السحب وتطاولها.
ومن دون مبالغة يمكن القول إن حدثاً عالمياً مثل إكسبو، رغم تميزه وضخامته وحجم الاهتمام العالمي بفعالياته، هو امتداد طبيعي لشخصية دولة الامارات عموماً ومدينة دبي، بالنظر للتنوع البشري والحضاري الفريد في هذه المدينة التي يقطن فيها العالم وتستضيف أكثر من مئتي جنسية في حالة نادرة من التمازج الإنساني والتسامح الثقافي والاجتماعي، الذي يمكن القول أن إكسبو 2020 إحدى ثمار وذروات هذا المشهد البشري والإنساني المتجانس والحضاري.
وإلى جانب عشرات الأحداث والفعاليات التي تستضيفها دولة الإمارات، والتي تأخذ طابعاً إنسانياً ومنحى تسامحياً وملمحاً تحفيزياً فيما يتعلق بالتنافس الثقافي والاقتصادي في أبهى صوره الإيجابية، باتت تفصل العالم أياماً معدودة عن حدث عالمي جديد يضاف إلى إنجازات الإمارات الإنسانية، وفي سياق الرسالة التي دأبت قيادة دولة الإمارات على توجيهها للعالم حول شكل العالم المتحضر الحديث المتسامح كما يجب أن يكون عليه، بعيداً عن شوائب الصراعات السياسية وعوالق التجاذبات الدينية والإثنية والأطماع الاقتصادية.
التعليقات