شارفت الإجازة المدرسية على النهاية، وسيبدأ الفصل الدراسي الثاني، لتدب الحياة من جديد، وندخل مرحلة الجد والبحث عن المعرفة والعلم، ويضيء المعلمون قناديل النور في فصول المدارس لاستنهاض همم الشباب والشابات ليكملوا رحلة البناء والتنمية.

وفي ظل انتشار جيش كوفيد- 19 على الساحة العالمية، وتطور أدواته وتحوراته إلا أنها تقف عاجزة أمام البيئة المنتظمة والملتزمة بالشروط الصحية للوقاية من هذا المرض.

لقد نجحت دولة الإمارات خلال الفترة الماضية في تقليص أعداد المصابين، وذلك من خلال البرامج الصحية التي تم تنفيذها من قبل لجنة إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث خلال العامين الماضيين، ما كان له أبلغ الأثر في الحد من تداعيات الجيش الفيروسي، كما كان لحملات المسح الوطني ومبادرات الفحص المختلفة للوصول إلى أكبر عدد ممكن من السكان، مع توفير الفحص المجاني لمختلف الفئات الذي أثبت المدى الإيجابي للبرامج الوطنية.

لذلك ينبغي على كل ولي أمر أن يتحمل جزءاً من المسؤولية للعبور إلى بر الأمان في المرحلة المقبلة، حيث يتطلب من الأسرة التأكد من سلامة جميع الأفراد في البيت قبل اصطحاب الأبناء إلى المدارس، فمن غير المعقول والمقبول أن يكون هناك طفل أو طالب يعاني من أي نوع من الأعراض المرضية، ويتم تجاهل الأمر وعدم مراجعة الطبيب والتأكد من سلامة الطالب قبل أن ينقل العدوى لباقي زملائه بسبب تجاهل ولي الأمر واللامبالاة، فمن الضروري جداً عدم التهاون في اتخاذ كافة الإجراءات في سبيل الحفاظ على صحة الجميع، كما علينا اتباع البرامج الوطنية التي أعدتها الدولة، والتي من خلالها نجحت الإمارات في التعامل مع الجائحة بكل المقاييس.

لقد تكللت كافة الجهود التي بذلتها الدولة مع مختلف الفرق العاملة في مكافحة الجائحة بالتوفيق والنجاح، وهو ما يعد ثمرة الرؤية السديدة لقيادتنا الرشيدة والاستباقية الوطنية للدولة في كافة القطاعات الحيوية، ما جعل الإمارات تتبوأ المراكز الأولى في التعامل مع الجائحة، ولولا التكامل المجتمعي ما كان هذا النجاح ليتحقق حيث كان بمثابة المحرك الرئيسي للوصول للمستهدفات والعودة للحياة الطبيعية.

على ضوء ذلك يتحمل المجتمع دوراً في المرحلة المقبلة لا يقل أهمية عن دور ومسؤوليات الجهات المختصة والمعنية بالتعامل مع الجائحة، وإننا على ثقة كبيرة بأن التزام الجمهور بكافة الإجراءات الاحترازية والوقائية يعكس مدى اهتمامنا بأنفسنا وأحبائنا ومجتمعنا وبيئتنا المدرسية.