أسعدني الكاتب المعروف سمير عطاالله بالإشارة إلى عبارة قلتها له في إطار لقائي به في الرياض 2019 في مقاله « اليوم الثامن « ضمن مجموعة مقالات له وثقت زيارته للرياض بعد الرؤية كما يؤرخ لها كثيرون؛ «لقد غير الأمير محمد بن سلمان الكثير من حياتنا بضربة عصا سحرية»، واليوم حين أتحدث عن وزارة الثقافة وإنجازاتها وقواها الناعمة والمؤثرة جدا داخل وخارج حدود المملكة فإنني أترجم مقولة العصا السحرية.

حين اطلعت على بنود الرؤية في بدايتها والمختصة بوزارة الثقافة (التي التحقت بها كموظفة منذ 2005 وكناشطة ثقافية وشاعرة) كنت كمن هو في حلم وردي، وكانت تساؤلاتي تتوالى: هل من المعقول أن يحدث هذا في 2030؟ هل الوقت كاف لتحقيقه؟ كيف؟ ومن؟ بواخر من الأسئلة ألقت حملها آنذاك ومتأكدة أنه حال كثر مثلي، واليوم وبعد سنوات قليلة ونحن على بعد ثماني سنوات باقية لقدوم 2030 تحقق الكثير، ودارت عجلة الرؤية سريعا لبى لها الإنسان السعودي العظيم، وكان هذا الوطن جاهزاً لما يليق بمكانه وفكر أبنائه وعزمهم.

وزارة الثقافة التي كان لمبادراتها وإنجازاتها صدى كبير هي محور حديثي اليوم، فقد كنت شاهدة خلال عملي في الاعلام الثقافي على أحلام المثقفين السعوديين وكذلك تطلع المثقفين العرب والعالميين للمملكة مهد الحضارات وعكاظ الشعراء وأرض المعلقات التي أكرمها أهل الفصاحة والبلاغة فعلقت على جدار الكعبة المشرفة، واليوم إنجازات وزارة الثقافة تلبي طموحنا وتروي ظمأنا القديم المتجدد لمثل ما تحقق، ومنه مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وصندوق نمو ثقافي، وبرنامج الابتعاث الثقافي وبينالي الدرعية والفرق الوطنية للمسرح والموسيقى والمجلات والمتاحف والمعارض وأخص منها معرض الكتاب الذي أطل بنسخته الأخيرة رغم ظروف كورونا مبهراً واعداً بالأجمل وما يضيق عن ذكره مقالي بمساحته الصغيرة من مبادرات اشتملت ثقافة الحياة المختلفة وتناسبت مع الأعمار والأذواق المختلفة وتخطت حدود الوطن إلى العالم لتثبت أن الثقافة كالماء والهواء لا يمكن حصرها في رقعة محددة بل تجري كالأنهار في عروق الحياة وكالهواء.

تقوم وزارة الثقافة السعودية بعمل دؤوب بإدارة وزيرها الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود الذي يقود الثقافة بروحه الشابة المتوثبة، والتي نلمسها في الشباب السعودي في الوزارة التي هي قبلة أرواحنا وفكرنا وجهود المبدعين في أطياف الثقافة المختلفة الذين وجدوا ذواتهم وحضورهم في مناسبات متعددة.

شكراً من القلب وملء القلب وزارة الثقافة السعودية التي تولت كافة الجوانب الثقافية على مساحة هذا الوطن الكبير العظيم، وعملت على تقديم الجوانب الثقافية الثرية للثقافة السعودية والتي جعلت الثقافة استثماراً في الإنسان والمكان ورافداً اقتصادياً مهماً واستطاعت أن تكون المظلة لقطاعات كثيرة ركزت على جهودها وأنشطتها.