الصراع الروسي - الأوكراني، أو الصراع الروسي - (الأوروبي - الأمريكي)، هو من الصراعات التصحيحية بالنسبة لأوكرانيا التي تيقنت أن شرقها سيصبح روسيا بعد الاحتلال الروسي لجزيرة القرم والاستحواذ الروسي على بعض الموانئ الأوكرانية، على الرغم من الفارق الكبير بينهما:

يبلغ سكان أوكرانيا 45 مليون نسمة ومساحتها أكثر من 600 ألف كيلومتر مربع، استقلت عن روسيا عام 1991 م حين تفكك الاتحاد السوفيتي.

وبالمقابل يبلغ سكان روسيا نحو 145 مليون نسمة، والمساحة أكثر من 17 مليون كيلومتر مربع.

جزيرة القرم هي مشكلة الصراع، حيث تقع القرم شمال البحر الأسود، ومساحتها 26,945 كم مربع وعدد سكانها 2.355.030 نسمة وسكانها خليط من الروس والأوكران والتتار المسلمين، احتلتها روسيا أوائل 2014م، بعدما قامت القوات المسلحة الروسية بالسيطرة على شبه جزيرة القرم، ثم ضمت الجزيرة إلى روسيا الاتحادية واعتبرت أوكرانيا والمجتمع الدولي هذا احتلالا وتعدياً على سيادة أوكرانيا وأراضيها.

هذا المزج من التاريخ الحديث ما بين روسيا وشرقي أوكرانيا وجزيرة القرم يفسر حجم حدة الصراع بين حلف الناتو الذي يريد انضمام أوكرانيا إليه، ويفسر أن الحرب أكبر خطورة لأنها ستكون مباشرة على الحدود الروسية، وقد خزن الغرب أسلحة متطورة من أمريكا وأوروبا، فهي مرشحة أن تكون حرباً شرسة وقوية حتى لو سقطت العاصمة كييف فستتحول إلى حرب مدن، وهذا على خلاف أفغانستان الدولة الفقيرة والبعيدة عن الحدود الروسية حيث تم تدميرها.

إذا اندلعت الحرب فسيكون اختبارا صعبا لروسيا، التي جربت سلاحها الجوي في سورية، البلد الذي لا يملك فيه الشعب السوري السلاح، بل هو شعب أعزل مارست معه روسيا سياسة الأرض المحروقة، كما نفذته ضد الشيشان وحولته إلى بلد مدمر، وهو أيضاً ما يراه العالم في المدن السورية التي أحرقت فيه البشر والحجر.

الوضع في أوكرانيا مختلف تماماً عن أفغانستان التي دمرها الجيش الروسي، وكذلك الشيشان البلد الصغير بمساحته وسكانه، فالصراع سيطول نتيجة الدعم الأمريكي والأوروبي والمصالح التي تربط أوكرانيا بدول الاتحاد الأوروبي.