حين نتحدث عن الثورات الصناعية، فإننا نتحدث عن التطور في الخدمات والرفاهية والاتصال، بعد أن كانت مادة باتت خدمة ثم صارت تقنية، ففي الثورة الصناعية الرابعة (4IR)، التي نعيش ازدهارها اليوم، تتحكم هذه الثورة بخمسة إنجازات غيرت العالم كليا، وهي: (أولاً، AL، وهو اختصار لمصطلح الذكاء الاصطناعي، الذي حول الآلات والأجهزة إلى ذات قيمة لخدمة الإنسان عن طريق القيام بالمهام البشرية بديلا عن البشر. وثانياً، IoT، أو ما يسمى بإنترنت الأشياء «وهو الإنترنت بمفهومه الحالي، الذي يدخل في جميع أجهزتنا وأشيائنا البسيطة والتحكم فيها تقنياً.

ثالثاً علم الروبوتات وهي متقدمة في الذكاء عن الأول والثاني لقربها من الذكاء البشري. رابعاًenterprise wearables، وهي الأجهزة الذكية، التي يتم ارتداؤها لإنجاز العمل كالساعات والنظارات والشاشات والقبعات الذكية، التي بها برامج استشعار وتقنية متطورة وتساهم في إنجاز العمل أو المساعدة في إنجازه. وأخيراً، 3DP أو تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي باتت تستخدم في جميع الحرف والصناعات والمهن اليدوية، والتي تسببت في طفرة في مجال الحرف والصناعات وساهمت في تقدمها وتطورها وسرعة إنجازها) هذه الإنجازات الخمسة هي إنجازات الثورة الصناعية الرابعة التي نعيشها، وكنا نتساءل إذا نحن نعيش طفرة في التغيرات بسبب هذه التقنيات الذكية والمتطورة، فكيف ستكون الثورة الخامسة، التي تترسم لنا ملامحها الآن بعد السرعة، التي قادت هذه التقنيات إلى التطور السريع والمواكب بدرجة كبيرة.

حين نبحث في تطور تلك الإنجازات سنفهم كيف أن كلها باتت تستخدم في التعليم بطريقة التلقي للأطفال بالذات، وأن استخدام الألعاب الذهنية في التعليم صار أمراً تنافسياً ومحفزاً، وكيف أن الألعاب تشكل اليوم أكبر سبب للاختراعات والتطور التقني، فحين نعلم أن الألعاب اليوم صارت في الثورة الصناعية الرابعة عمل يمكنه أن يدر المال، بل كانت مفتاحا للعملات الرقمية الذكية والخدمات وبعض المهام، وكذلك لبرامج التواصل، فالألعاب اليوم لم تعد للتسالي، التي يحرم منها الطالب في وقت دراسته، إنها اليوم جزء من دراسته، وجزء من واقعه، وجزء من حياته ومستقبله.

فالذكاء الاصطناعي طور الألعاب بشكل كبير وجعلها تنافسية أكثر، وإنترنت الأشياء جعلها في متناول اليد، بل حتى يمكن أن يتم استخدامها على نظارة أو ساعة ذكية، ويمكن أن يتم تطويرها بتنقية 3DP، لذا فإن الثورة الخامسة قد تكون ثورة في هندسة الروبوتات «الميكاترونيك» بتطوير تلك الإنجازات فيها، ويمكن أن يكون عالمها حقيقيا وتتواجد بيننا نحن البشر.

لا أدري من عمق قراءاتي لمثل هذه التطورات هناك إرهاصات حقيقية لطفرة في هذا النوع من الاختراعات يمكن أن يقويه التنافسية في الألعاب لتكون مسبباً لتغذية عقلية تجعل الروبوتات قد تغزو الأرض فتكون نسخة بشرية، وتكوّن مجتمعاتها الخاصة، بل وتطالب بحريتها من أجهزة التحكم، وقد تقود ثورات للاستقلال.

في جميع الأحوال ثورة «الميكاترونيك والروبوتات» هي أصل الثورة القادمة، التي ستقلب كل تقدم تم الوصول إليه وتحول الألعاب والعالم الافتراضي إلى حقيقة.