أول العمود: «تصريف العاجل من الأمور»... كلمات كَبُرنا وشِخنا عليها عقوداً من الزمن. *** دروازة العبدالرزاق مكان مهمل في الأصل وقبل حدوث الشرخ في سقفه، وهو حسب وصف الزميل عبدالرؤوف مراد الناشط في مجال العمارة أنشئ في منتصف الثمانينيات بواسطة مكتب ديفيكون الفنلندي، وهو عبارة عن نفق للمشاة يقع تحت تقاطع رئيسي وحيوي في قلب العاصمة التجارية للكويت، ويتيح سهولة التنقل مشيا داخل العاصمة والوصول إلى جهات متعددة من المراكز التجارية والأسواق ومجمع الصوابر الذي تم سحقه! هذه الدروازة تكشف بشكل واضح الحالة التي يعيشها الجهاز الإداري للدولة.
فقد مر على التردد في معالجته أكثر من 3 سنوات وأكثر من وزير أمتعنا بتصريحاته القريبة من اجتهادات هيئات الإفتاء الديني: نهدم، نقوم بالإصلاح، ننتظر رأي خبير، وصولاً للوزيرة الأخيرة التي قرر تشكيل لجنة.

يبدو أن قرار إنشاء مركزي جابر الأحمد وعبدالله السالم الثقافيين وحديقة الشهيد بعيداً عن جهاز الأشغال المعطوب كان واقعياً- لا قانونياً- لأنه يعكس عدم ثقة القيادة السياسية بعمل الوزارات، والدليل على ذلك أن هذه الفضيحة التي عنوانها دروازة العبدالرزاق يجري الاستهتار بها منذ سنوات وبلا حياء.

صحيح أننا في بلد لا يعتمد التخطيط في الإدارة، وصحيح أن عمر الوزير في الكويت يغازل عمر زهرة النوير، وصحيح أن صراعات شركات المقاولات الكبرى لا تنتهي، وصحيح أن قيادات إدارية في البلاد جاءت بالباراشوت وزورت شهاداتها، كل هذا مفهوم وواضح... لكن لا يمكن إقناع أي مواطن أو مقيم بأن نفق مشاة بالحجم المتواضع الذي يقع في وسط المدينة يستمر طوال هذه السنوات بلا نتيجة إلى يومنا هذا!

أقترح هنا أن يكف أي وزير مسؤول عن هذا المشروع عن الظهور الإعلامي حتى ينتهي العمل بالفتوى المعتمدة تجاهه نهائياً: هدماً كان أم إصلاحاً، ونُذكر هنا أيضاً أن الحكومة استقالت لندخل في «نفق» جديد!