كل بداية أسبوع تطلع أخبار وتنتهي أخبار، وتفقد زخمها، وإلى أخبار أخرى. وكل فردٍ منا له اهتماماته في ظل هذا الفضاء الكبير من وسائل التواصل الاجتماعي. وكأنه السحر، تستخدم هذه الوسائل تقنياتها الهائلة بزيادة رقعة الاهتمامات والمطالعات، فتكثر منها عرضًا ودعاية. كما أن هناك الـ «واتس آب»، والذي أصبح أشبه بمحطة معلومات ولاسلكي للبث، وكأنك في مجلس كبير، الكل يتحدث فيه في آن واحد، ولعل أن تفهم شيئًا أو تسمع شيئًا وسط الضجيج. فبين هذه المجموعات الكثيرة أو القربات غالبًا ما نشاهد معلومات، وليس كلها صحيحًا. فمنها مَن يقول الشراب الفلاني يشفي من المرض هذا أو ذاك، أو معلومة لها علاقة بالتاريخ والتراث أو من مقاطع لفتاوى دينية أو من تطبيل لأحد الأندية الكروية، ومن نتائج مباراة. وما يخلو أن يكون الأمر إلا أشبه بتجربة اجتماعية كبرى كلنا نعيشها، ونخوض فيها، نذكر ما نذكر منها، وما علق بالأذهان من خلالها.
من أهم ما ورد خلال وسائل التواصل الاجتماعي، الأسبوع الماضي، من
أخبار وتعليقات، هي تلك الحملة الرائعة ضد المخدرات بما يُعرف بالشبو وغيرها من المخدرات. ولعل مَن في سِنّنا يجهل هويتها أو طبيعتها إلا من خلال البحث عبر جوجل إلا أن المخدرات آفة تنخر الجسد الواحد وتهلك الأمم، وتقود إلى فِعل المعاصي والرذيلة، وإلى الجريمة.
ومن حكمة القيادة أن رأت القيام بحملةٍ غير مسبوقة للتخلص منها أو الحد منها وبشكلٍ كبير.
فما ورد من خلال وسائل التواصل الاجتماعي القبض على متعاطيها ومروّجيها والتحذيرات الكثيرة منها ومن بيانات لأنظمة رادعة. فبارك الله لجنود الوطن وحماته لما يبذلونه وبذلوا بهذه الحملة الموفقة والمباركة.
ثاني تعليقات وردت في وسائل التواصل أذكرها، وجعلتني أبحث عن المزيد من أخبار عنها هو المسلسل الوثائقي كليوباترا. فقد عزمت «نت فلكس» على وضع فيلم وثائقي عن تلك الشخصية التاريخية، إلى أن هبّت حملة كبيرة بيَّنت أخطاء تاريخية جمّة في الفيلم، وليس ذاك عندنا، بل بالولايات المتحدة. فقد ظهر مُعلّق مصري شهير في أحد البرامج الأمريكية، وهو يتحدث عن تشويه التاريخ المصري القديم عبر هذا الفيلم الوثائقي من استخدام ممثلة سوداء البشرة لدور كليوباترا، وكلنا نعلم أنها من أصول يونانية أي بيضاء. بل قاموا بأكثر من ذلك، فجعلوها مقاتلة وهي عكس ذلك كله. هذه القصة من الخطأ والتشويه التاريخي لهوية كليوباترا، وجدتها منتشرة كثيرًا في الأخبار بالولايات المتحدة.
ثالث ما علق بالأذهان هو مراسم تتويج ملك بريطانيا «تشارلز» بالأيام الماضية، بعد أن ذكّرتنا وسائل التواصل الاجتماعي بها وبموعدها. فقد كانت مذهلة وأشبه بأعمال الدراما الغنائية بدار الأوبرا أو كمقطع من مسرحية لشكسبير، وكما ذكر أنها قديمة جدًّا كما بريطانيا نفسها.
أغلب ما شاهد تطلع متسمّرا للتلفاز لمعرفة ما إذا كان ابن الملك «تشارلز» الأمير «هاري»، ورغم مشاكله مع الأسرة الحاكمة البريطانية دُعي للحفل أم لا وأين جلس؟ وهل زوجته الأمريكية معه؟ ورغم تألق زوجة وليم ولي العهد البريطاني «كيت» بملابسها وأناقتها إلا أني أحد مَن استغرب كيف استطاعت أن تسيطر على أطفالها فقد جلسوا خلال الحفل بكل رزانة ودون حركة.
أما عن الأمير وليم فقد جلس بالصف الثالث في أقصى يمين الشاشة من أخيه ولي العهد. ومما علق بالأذهان من خلال الحفل هو وضع ساتر للملك «تشارلز» خلال الحفل ليتم دهنه بزيت الزيتون، وهي إحدى الرمزيات التي ظهرت من خلال الحفل.
ورغم أنه لم يفهم أحد ذاك الغناء أو ما قيل فيه من كلمات إلا أنها حوت نمطًا عقائديًّا أتى معبرًا عن طريقة وأسلوب مراسم التتويج خاص بهم ككل.
التعليقات