أصبحت رؤية البحرين ورسالتها واضحة للمجتمع الدولي منذ تدشين إعلان مملكة البحرين في سبتمبر 2017 بولاية كاليفورنيا الأمريكية، ومن ثم مرور الإعلان بالعواصم الأوروبية من خلال مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وجمعية (هذه هي البحرين)، فإعلان مملكة البحرين يحمل في طياته القيم الإنسانية المتحضرة مثل السلام والتعايش السلمي والمحبة والتسامح وغيرها مما تعارفت عليه الشعوب والمجتمعات بكل الرضا والقبول، وهي بالتأكيد نقيض دعوات التطرف والإرهاب والعنف والخراب، فكانت الوثيقة الأساس الذي قام عليه مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي الذي دشن في العام 2018 لنشر ثقافة التسامح والتعايش والمحبة والسلام بين شعوب العالم.

بعد مرور الإعلان بالكثير من العواصم والمدن مثل واشنطون ونيويورك وكالفورنيا، لندن، باريس، برلين، بروكسل، روما، مدريد، تل أبيب، نيودلهي، برازيليا، وإطلاق الكثير من المبادرات مثل كرسي جلالة الملك حمد للحوار في جامعة سايزبنزا وجامعة كامبردج التي أثمرت الكثير من القيادات الوطنية المؤهلة لدعم السلام والتسامح والتعايش السلمي، بعد ذلك كله كان لابد من تدشين إعلان مملكة البحرين في إحدى الدول العربية، فكانت جمهورية مصر العربية هي وجهة إعلان البحرين لما تملكه من مقومات للتعايش السلمي بين الأديان والمذاهب، ودورها الإقليمي والدولي في فك النزاعات وتعزيز الأمن والاستقرار، خاصة في عهد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

لقد نظم مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وجمعية (هذه هي البحرين) فعالية كبرى لتدشين إعلان مملكة البحرين في العاصمة المصرية (القاهرة) خلال الفترة 25-27 أبريل 2023؛ وذلك لثقل مصر بالمنطقة وما تملكه من قيم التسامح والتعايش منذ ملايين السنين.

لقد جاء تدشين إعلان مملكة البحرين في مصر تحت رعاية جلالة الملك المعظم حمد بن عيسى آل خليفية مع ذكرى مرور خمسين عامًا على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وقد تم تكريم السيد تقي محمد البحارنة كأول سفير للبحرين مصر، وهو السفير والشاعر ورجل الأعمال الذي ولد بالعام 1930، وجاء التكريم في فندق الريجز كارتون القاهرة وسط حضور واسع من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية والثقافية والإعلامية من البحرين ومصر، وفي مقدمتم الأمين العام الأسبق للجامعة العربية عمرو موسى الذي أثنى على دور البحرين بقوله: (البحرين عُرفت منذ القدم بأنها بلد مضياف ومتسامح ومنفتح).

بمناسبة مرور أعوامٍ على العلاقات الدبلوماسية بين البحرين ومصر، أحيت فرقة البحرين للموسيقى في دار الأوبرا المصرية أمسية فنية بقيادة المايسترو زياد زيمان ومشاركة الفنان أحمد الجميري والفنان حسين أسيري والفنانة هند دتو بتقديم مجموعة من الأغاني الوطنية، فكانت أمسية أكثر من رائعة أشاد بها الحضور.

فإعلان مملكة البحرين في القاهرة هو تأكيد على متن العلاقات بين البلدين، ورسالة لكل شعوب العالم بأن البحرين ومصر تتطلعان إلى مجتمعات آمنة مستقرة، بعيدة عن دعوات التطرف والعنف والتخريب، وأملاً في أن يعم السلام دول العالم، وإعلان مملكة البحرين يفتح الطريق لكل مؤسسات الدولتين للعمل سويًا لتعزيز القيم والمبادئ السامية، خاصة للناشئة الذين يتطلعون إلى غد أفضل، فالتسامح والتعايش هما بوابتا الاستقرار والعيش المشترك.

لقد حقق مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وجمعية (هذه هي البحرين) الكثير في مجال التعايش السلمي، فقد تم تدشين إعلان مملكة البحرين في الكثير من الدول، وتم تفعيل الإعلان بمجموعة من المبادرات الإنسانية الراقية التي أشادت بها الكثير من الدول، وأصبح إعلان مملكة البحرين أنموذجًا يحتذى به، والكثير من المؤسسات الدولية اليوم تسعى للأستفادة من تجربة البحرين في هذا المجال، خاصة وأن المكون البحريني يمتلك مقومات نجاح البرنامج، خاصة حينما نرى أتباع الأديان والمذاهب والثقافات وهم يعملون سويًا تحت سقف مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي.