ستظل أصداء القرارات الرياضية الجديدة مدوية لفترة طويلة من الزمن، وكلما ظهرت إيجابياتها ازداد الحديث عنها، ومع كل نجاح تحققه، فهناك آخرون سوف يحذون حذوه، فالنجاح يعم ويترسخ ويأخذ حقه من الاهتمام لدى المصدر والمصب، والتقليد والمحاكاة للناجحين ليس عيباً ولا قصوراً لمن يحذو حذوهم.

* *

وهذا النجاح سوف يكون في أعلى المستويات، ويستمر سقفه عالياً، وتأثيره قوياً، ومخرجاته بمستوى التخطيط والأفكار التي سبقت ولادة هذا المشروع الرياضي العملاق، خاصة إذا ما رافق ذلك إعادة النظر في هياكل الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه، وحررها من الميول، وأغناها بالكفاءات المميزة، ووضعها تحت طائلة المحاسبة والمساءلة كلما كانت قراراتها تنم عن جهل، بعيداً عن الاحترافية، والشعور بالمسؤولية، وأن هناك محاسبة وعقوبات رادعة لمن يتصرف بما يخالف الأنظمة بقصد ظلم لأي نادٍ أو منتسب للرياضة في البلاد.

* *

ويكتمل نجاح هذه الخطوة الرائدة باستحواذ صندوق الاستثمارات العامة والشركات الكبيرة الأخرى على الأندية حين تُحرر وسائل الإعلام الأخرى من المشجعين الذين تحولوا إلى أصحاب رأي ونقد دون تأهيل، مسيئين للرياضة ولمن يمارسها أو يعمل فيها، ومعطين بذلك أسوأ انطباع وما يمكن أن يقال عنها في ظل أجواء رياضة جديدة يفترض أن تمنع هذه التشويهات والتشوهات لصورة المؤسسات الرياضية بكل الحزم الرادع، والقرارات المنصفة.

* *

وثالثة الأثافي التي تسيء إلى رياضتنا رغم هذا التنظيم الجديد ما تمارسه بعض الجماهير بإطلاقها بعض الكلمات النابية بحق اللاعبين والحكام وحتى العاملين في المؤسسات الرياضية كلما كان هذا الجمهور المتعصب قد خسر فريقه لمباراة من مبارياته، والأسوأ من ذلك ما يتم تداوله من أن بعض جماهير هذا الفريق أو ذاك المنافس لذلك الفريق أو ذاك لا يترددون من أن يندسوا ويرتدوا ألوان وشعار الفريق الذي ينافس فريقهم ليس حباً فيه وإنما بقصد التصرف الذي يعاقب عليه القانون، فيكون الفريق المنافس لفريقهم عرضة للعقوبات بسبب هذا الأسلوب من الاحتيال.

* *

بقي أن أشير إلى أهمية التعامل مع الحكام السعوديين بما يساعد على تطوير وتحسين مستوياتهم، وذلك بمحاسبتهم على أخطائهم، خاصة تلك التي لا تقبل الاجتهاد، وقد تفهم وكأن الإصرار عليها يتم عن قصد وترصد، لوضوحها وتأكيد الفار على ما يخالف قرار الحكم.

* *

هذه كلمات كتبتها على عجل، أملاً بعدم الاكتفاء بما صدر من استحواذ للأندية الرياضية، وإنما من المهم أن يصاحب ذلك المزيد من العمل على تحسين البيئة الرياضية من لجان وإعلام وحكام وجمهور، فما يبذل من مال كثير على الأندية، واهتمام من أعلى السلطات بالحركة الرياضية، لا ينبغي أن تفسده تصرفات تشوه المشهد الجميل للرياضة بالمملكة، وقد آن الأوان لوضع حدٍّ لكل التجاوزات أينما كانت وممن تحدث، ولا مجال بعد اليوم للمجاملات، ومن أخذمواقف لا تضع نهاية لهذه التصرفات التي لا تليق مع التوجه الجديد للرياضة بالمملكة.

* *

أخلص بعد كل هذا، إلى أن إثارة النعرات بأي كلمة، أو حركة، أو تصرف، تخرج عن الذوق العام، وتخدش القيم، وتسيء إلى اللحمة الوطنية، أو تكرس الخلافات، والنزعات، وتزرع البغضاء، وتكون سبباً في الكراهية، وغير ذلك مما يندرج في قائمة السلوك غير المقبول، يجب أن تكون تحت طائلة القانون والنظام العام، وأن يتم التعامل معها بحزم، سواء كان مصدرها الإعلام، أو من الجمهور، وأن تشمل المحاسبة كل من كان سبباً في ذلك أيا كان مصدره ومناسبته، فالرياضة فروسية وأخلاق، وليست غير ذلك.