حين تم الإعلان عن مشروع الممر الاقتصادي على هامش قمة مجموعة العشرين التي عقدت في مدينة نيودلهي الهندية سبتمبر 2030 فكأن الشرق الأوسط دخل في مرحلة حضارية واقتصادية جديدة من حيث الاتصال الاستثماري والثقافي السريع، التي تختلف عن المراحل السابقة التي كانت تمر بصعوبة عبر الممرات المائية الخطرة في بحر العرب أو حتى في المحيط الهندي، أيضا كأن الممر الاقتصادي يربط ما بين المحيط الهادئ والهندي وبحر العرب والخليج العربي، وبين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط في أقصر الطرق والمسافات.

يبدأ مشروع الممر الاقتصادي عبر الموانئ الغربية الهندية على المحيط الهندي وبحر العرب من الهند إلى الإمارات العربية المتحدة على الخليج العربي، ثم يعبر المملكة العربية السعودية والأردن قبل أن يصل إلى أوروبا، لربط جنوب آسيا والشرق الأوسط وأوروبا، حيث يبدأ الجسر البري سكة الحديد والقطارات من الحدود السعودية - الإماراتية في شرق المملكة مخترقا مناطق النفط والغاز والمدن ومنها سكة قطار الشمال -الجنوب: (الرياض - القصيم - حائل - الجوف) وبعدها يعبر قطار الممر الاقتصادي حتى يصل منطقة تبوك، وفي تبوك تنفتح له بوابة استثمارية جديدة هي منطقة نيوم ومشروعاتها العملاقة والجديدة، ليجمع ما بين نيوم مدينة المستقبل، وبين خليج العقبة وبوابة بلاد الشام الأردن، والبحر الأبيض المتوسط ومنه إلى جنوب أوروبا، والمحيط الأطلسي، وبالتالي الممر الاقتصادي يضيف بعدا اقتصاديا لمنطقة نيوم وخليج العقبة ومنطقة تبوك التي تشكل الركن الشمالي الغربي الغالي للمملكة.

وفي العودة إلى مشروع الممر الاقتصادي وأهدافه ومهامه منها:

- إنشاء كابل بحري جديد.

- وبنية تحتية لنقل وتطوير الطاقة النظيفة.

- إنشاء خطوط للسكك الحديدية، وربط الموانئ البحرية.

- تعزيز التبادل التجاري وتسهيل مرور البضائع.

- تيسير عملية نقل الكهرباء المتجددة والهيدروجين النظيف عبر كابلات وخطوط أنابيب، من أجل تعزيز أمن الطاقة.

- تنمية الاقتصاد الرقمي عبر الربط والنقل الرقمي للبيانات من خلال كابلات الألياف البصرية.

- النمو الاقتصادي، وتحفيز الاستثمارات الجديدة، لفرص عمل نوعية.

- ربط القارات (أوروبا - آسيا - إفريقيا) بالمراكز التجارية، وتسهيل تطوير الطاقة النظيفة وتصديرها.

- دعم التجارة والصناعة القائمة، وتعزيز الأمن الغذائي وسلاسل التوريد.

- زيادة الرخاء في البلدان المعنية من خلال زيادة تدفق الطاقة والاتصالات الرقمية.

- المساعدة في التعامل مع نقص البنية التحتية اللازمة للنمو في الدول ذات الدخل المنخفض.

- إتاحة الفرصة للشرق الأوسط من أجل لعب دور رئيسي في التواصل العالمي.

- إقامة مشاريع لربط دول خليجية وعربية بشبكة من السكك الحديدية التي ستربط أيضاً بالهند عبر الممرات الملاحية.

هذه المعطيات الاستثمارية تعزز قيام نيوم (من شمال ضباء إلى شمال حقل) بالدور الاستثماري الريادي كمنطقة جديدة في التواصل الحضاري والاقتصاد العالمي.