نعم، نحن في بلدٍ لا يعرف المستحيل، تحت قيادة تحوّل الأحلام إلى واقع حقيقي، فها نحن نحتفل اليوم بالفوز الساحق للرياض خلال التصويت لاستضافتها إكسبو 2030م، ولعل الله يطيل في أعمارنا ونعود لاستذكار هذه اللحظة التاريخية ليس لرياضنا العامرة فقط، بل لرؤيتنا الطموحة.

تعود قصتي مع معرض إكسبو إلى قبل عشر سنوات، وبالتحديد في 25 مارس 2013م حينما كتبت مقالاً في عمودي السابق بصحيفة الوطن، عن حلمي أن تستضيف المملكة إحدى دورات المعرض العالمي، بعد أن حظيت بفرص زيارة أكثر من معرض، واستشعرت أهميته وأثره الاقتصادي والاجتماعي، وكنت مؤمناً أننا قادرون على تقديم الأفضل، ها نحن جميعاً نشهد بفوز رياضنا بجدارة واستحقاق، والرائع في الحدث تزامنه مع عام احتفالنا بتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030م.

ولعلي أتوقف هنا عند عدة ملامح، ليس أولها الرؤية الطموحة لسمو ولي العهد -حفظه الله-، الذي يبرهن دوماً على أن طموحنا عنان السماء، وأن لا حدود لما يمكن أن نصل إليه، حينما أعلن سموه بصفته رئيس مجلس الهيئة الملكية لمدينة الرياض عن تقدم المملكة بطلب رسمي يوم 29 أكتوبر 2021م إلى المكتب الدولي للمعارض لاستضافة معرض إكسبو 2030 في مدينة الرياض، والملمح الثاني هو التخطيط المتقن لإدارة الحملة الانتخابية للرياض، سواء من حفل إطلاق الحملة في حفل ختام مشاركة جناح المملكة في معرض "إكسبو 2020 دبي"، أو الجهد الحكومي الاحترافي، والمتناغم من جهات عديدة، عبر حشد التصويت واستخدام القوى الدبلوماسية والناعمة، مما أثمر اكتساحاً قلّ نظيره، أو بناء الملف الفني لعرض الرياض، الذي أبهر العالم بتنوعه وتميزه، والأهم ربطه بمحور الاستدامة، إذ يتوافق المعرض مع جدول أعمال الأمم المتحدة 2030 وأهداف التنمية المستدامة.

الملمح الثالث حِرص المملكة على تحويل شعار دورة المعرض "من العالم إلى العالم" إلى واقع حقيقي، حيث خصصت مبلغ 384 مليون دولار لمساعدة الدول المائة التي تحتاج المساعدة لتمكينها من المشاركة، وتحقيق أحد أهم أهداف المعرض الدولي. أما الملمح الرابع فهو تأكيد الثقل الدولي للمملكة عبرها هذا الفوز التاريخي، لكنه أيضاً يحمّلنا ثقة المجتمع الدولي، وهو ما عبّر عنه سمو ولي العهد في خطابه من التزام المملكة بإقامة نسخة تاريخية من المعرض، وأن نقدم تجربة عالمية غير مسبوقة، وهو ما بالتأكيد ما يجب أن نبدأ العمل عليه جميعاً كسعوديين وكأبناء وسكان مدينة الرياض، ونحن قادرون عليه بعون الله.

سبع سنوات فقط تفصلنا عن "إكسبو 2030".. نراكم هنا.. في "الرياض" غرّة أكتوبر 2030م.