- النصيحة التي نسمعها دوماً تقول: أن الطبيعي أفضل من الصناعي، السؤال هنا عن أي طبعيي، وأي صناعي نتحدث؟ في الحقيقة عن كل الأمور تقريباً، والغَلَبة تكون للطبيعي الصادق الحقيقي الواقعيأ أما الصناعي أو التمثيلي فجربه الناس مع مطلع صناعة السنما وظهور فن التمثيل، أو ما كان يسمى بالتشخيص أي إعادة بناء الشخوص وعرضها في صور يكون فيها شي من الواقع والطبعية وبين إضافة سلوكيات وتصرفات من الخيال.

- التمثيل والقصة والرواية لقيت اشكالية الطبيعي والمُصنع، ومع الزمن أصبح كل ذلك إبداع يهدف لمتعة الناس وليس خداعهم.. لكن البضائع الرديئة المقلدة تبقى الشيئ الذي تم تصنيعه للاستيلاء على أموال الناس بالباطل وفي أغلب التقديرات أن المُصنع، والمُصطنع لن يصبح يوماً ما هو الأصلي، لذا تبقى كل المحاولات لنقل الصناعي والمُصطنع إلى مصاف الطبيعي عملية مكشوفة ومحكوم عليها بالفشل، أوتمثيلية خالية من عناصر الجذب والمصداقية، وإن لم تبق كذبة فحتماً ستبقى شيئ لا يختلف عنها.

- في أيام معدودة، بلغت سبعة أيام تقريباً، والتي سميت بأيام التهدئة فيما يعرف بحرب غزة بين الفصائل الفلسطينية وبين ما يسمى بدولة إسرائيل رصدت وسائل الإعلام العالمية تبادل الأسرى والمخطوفين بين الجانبين وشهدت من وراء الستار جهود الدول التي تقوم بالوساطة واجتماعاتها التي لم يشر أحد إلى طبيعتها إلا بأنها تتم في العاصمة الفلانية، وتنظم أطرافاَ من عناصر الصراع المباشرة دون الإشارة الواضحة لحضور بعض الجهات، فهل هو ضرورة، أم خطوة اقتضتها ظروف الأزمة؟ المهم هو الصور النهائية التي تُسجل اللحظات الحاسمة، أي لحظات التسلم والتسليم، وكيف أن أحد الأطراف اجتهد في تمثيل تلك اللحظات حيث يكون هناك مرافق مدني وأحيانا يكون سيدة، أو فتاة حيث تظهر الصورة الصامته لغة الجسد فقط وحركات الشفاة، وباقي الحركات التي تقول أن هناك تفاعلاً بين الطرفين، بين الأسير، أو المخطوف وبين من يودعونه بمشاهد ودية لا ينقصها إلا الدموع لتكون تمثيلية مكتملة الأركان.

- الفصائل المسلحة ومن يسيرون على نهجها يؤمنون أن علاقتهم بدولة الاحتلال تقوم على خمسين في المائة حياة وخمسين في المائة موت، بمعنى إما لك أو لأخيك أو للعدو.. في ظل هذا الفهم تبقى كل الحركات التمثيلية زائدة عن الحاجة.