تعتبر القيم الأخلاقية على درجة عالية من الأهمية والحيوية، فهي التي توجه التصرفات والأفعال، وهي التي تشكل المنهج والطريقة في تعاملنا مع الآخرين، سواء كانوا من المجتمع القريب، أو من المجتمعات بصفة عامة.

تحمل الأخلاق الكثير من المبادئ في صميمها، وتضم بين جنباتها القواعد الرئيسية والمهمة التي تؤطر وتحكم السلوك والمنهج، بل هي التي تشكل هويتنا المفعمة بالمبادئ والقيم. وتكتسب القيم الأخلاقية زخماً كبيراً وحاجة أعظم في هذا العصر الذي نعيشه، وهو العصر المحمل بالتطور التكنولوجي، والتقدم التقني، وثورة في مجالات الآلة والمعدات والأجهزة.

الحاجة للأخلاق، ملحة ودائمة، لأنها الأساس الثابت والدائم، في كل مرحلة زمنية، أو في كل مفصل من مفاصل حياتنا، وهي، بما تضمه من قيم ومبادئ متنوعة، لها فوائد عديدة، ومنها تقوية وتعزيز العلاقات الإنسانية، كما أنها تحثنا على التعامل باحترام وتسامح، وهذه القيم بمثابة جسر نحو التواصل الفعال والتفاهم. وفي هذا العصر الذي نعيشه، نحتاج تحديداً لقيم الأخلاق، والتحلي بالنزاهة والصدق والوفاء، لأنها قيم تؤثر بشكل إيجابي في الآخرين، وتلهمهم بشكل مؤثر. وعندما نتحلى بالقيم الأخلاقية، فإننا نتحمل مسؤولية اجتماعية تتعلق بتعميم ونشر المعرفة والثقافة القويمة بأن نكون مميزين، منتجين، مبتكرين، ومحبين لمجتمعنا والآخرين، وذلك جميعه يظهر من خلال قيم الأخلاق المتعددة، مثل العدالة، والمساهمة في حل المشاكل الاجتماعية، والمساعدة، بكل ما ينفع الناس، ويساهم في رفاهيتهم وتطورهم.

النمو الشخصي والمهني، لأننا عندما نتصرف بأخلاقية في بيئة العمل، فإننا نجد التعاطف والاحترام، ونستحوذ على السمعة الطيبة، ونكسب ثقة واحترام الآخرين، وهي أيضاً تمنح فرصاً متنوعة وعديدة للتطور المهني، وتساهم في الرؤية نحو مسار حياتي متميز بالثقة والنجاح. ولا ننسى أن الأخلاق، بما تضمه بين جنباتها من قيم متنوعة، ومتعددة، تساهم دون شك في الحفاظ على الأصالة والتراث ومنهج الآباء والأجداد، خاصة في هذا العصر المتسارع بالتطور والتقدم، والذي معه تواجه المجتمعات تحديات جسيمة مثل الفساد، والتمييز، وتدني الصدق، وتجاوز الأنظمة والقوانين، فتكون الأخلاق لاعباً قوياً في تعزيز ونشر النزاهة والعدالة، بل وبناء مجتمع مترابط قوي، مؤمن بالأنظمة والقوانين.
وتبقى الأخلاق، بما تضمه من القواعد والمبادئ والقيم، منهجاً وطريقة حياة كاملة، تمنحنا الضوء نحو نهج الطريق الصحيح في التعامل مع الناس، وفي إدارة حياتنا بجودة وراحة واطمئنان.