يتساءل كثيرون عن سبب إقدام جهات أو مؤسسات بتنظيم معرض أو منتدى ويصرف عليه الملايين ولا يقابله ربح مباشر، في الوقت الذي قد تتجاوز فيه التكلفة عشرات الملايين، وبعد أيام ينطفئ الزخم وتخف الإضاءة والكل يذهب لحال سبيله، ترى ما السر وراء ذلك؟

السر في الجوهر لا في المظهر، ينظر إلى استضافة المعارض على أنها استثمار استراتيجي مع إمكانية تحقيق عوائد كبيرة، سواء من الناحية الاقتصادية أو من حيث التأثير والمكانة العالمية، والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل ثمة تنافسية لنيل استضافة بعض الأحداث الكبيرة والمعارض العالمية لأهميتها الملحوظة بالنسبة للبلدان على المسرح العالمي، وذلك لأسباب كثيرة ويمكن تلخيصها في سبعة أسباب رئيسة وهي:

التبادل الثقافي: عادة ما تبرز المعارض التراث الثقافي والتقاليد والإنجازات الفنية للبلد ومن خلال المشاركة في المعارض، يمكن عرض الهوية الثقافية المبنية على رواية الواقع والحقيقة وتعزيز التفاهم والتقدير المتبادل.

القوة الناعمة: تتيح استضافة المعارض أو المشاركة فيها، سواء على مستوى الدول أو المؤسسات، ممارسة القوة الناعمة من خلال التأثير غير المباشر في الآخرين، وتطبيق استراتيجية الجذب والجاذبية بدلا من استخدام الأساليب التقليدية القديمة. العلاقات الثنائية: توفر المعارض منصة مثالية للدول للمشاركة في المناقشات الثنائية ومتعددة الأطراف ويستخدم المسؤولون هذه الأحداث لعقد الاجتماعات والتفاوض على الاتفاقيات وتعزيز العلاقات مع الدول الأخرى، في الواقع أنها توفر فرصة قلما تحدث أحيانا.

عرض الابتكار: يركز عديد من المعارض على موضوعات مثل التكنولوجيا والعلوم والابتكار واستثمار الفرص المتزايدة فيه.

العلاقات الاقتصادية: يمكن أن تكون المعارض بمنزلة فرص لتنمية العلاقات الاقتصادية وتعزيز صناعاتها، وجذب الاستثمار الأجنبي، واستكشاف الشراكات الاقتصادية من خلال الاتفاقيات التجارية والتعاون.

الترويج لقصص النجاح: تتناول بعض المعارض التحديات العالمية، وهنا فرصة مميزة لتقديم قصص النجاح، وفق سردية المستضيف، واستخدام هذه المنصات لإثبات التزامها بمعالجة هذه القضايا والتعاون على الحلول المشتركة.

بناء الجسور: توفر المعارض أرضية محايدة للدول للتفاعل وبناء الجسور، حتى في المواقف التي قد تواجه فيها القنوات الدبلوماسية التقليدية تحديات.

في الواقع يمكننا تسمية هذه الأنشطة والفعاليات بـ"دبلوماسية المعارض"، ويقصد منها استخدام المعارض أداة مكملة للجهود الدبلوماسية والعلاقات الدولية من أجل تحقيق أهداف استراتيجية كبيرة وطويلة الأمد، وهذا ما يترجمه حرفيا فوز المملكة في استضافة معرض إكسبو المقبل.