للرياضة‭ ‬فوائد‭ ‬كبيرة‭ ‬لجسم‭ ‬الإنسان،‭ ‬كما‭ ‬لها‭ ‬غايات‭ ‬نبيلة‭ ‬وأهداف‭ ‬إنسانية‭ ‬في‭ ‬التقارب‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭.. ‬وفي‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬هناك‭ ‬قسم‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬قسم‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الرياضية‮»‬،‭ ‬وفيه‭ ‬برامج‭ ‬دبلوماسية‭ ‬عديدة‭ ‬مثل‭: ‬برنامج‭ ‬المبعوث‭ ‬الرياضي،‭ ‬وبرنامج‭ ‬الزائر‭ ‬الرياضي،‭ ‬والمبادرة‭ ‬الدولية‭ ‬للبرمجة‭ ‬الرياضية،‭ ‬وبرنامج‭ ‬التوجيه‭ ‬الرياضي‭ ‬العالمي،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬والمشاريع،‭ ‬إيمانا‭ ‬منها‭ ‬بأهمية‭ ‬الرياضة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬والتأثير‭ ‬الإيجابي‭ ‬على‭ ‬فكر‭ ‬البشر،‭ ‬والدول‭ ‬أيضا‭.‬

وفي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬يتم‭ ‬الاحتفال‭ ‬باليوم‭ ‬الرياضي‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬ويتم‭ ‬فيه‭ ‬منح‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الوزارات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والهيئات‭ ‬نصف‭ ‬يوم‭ ‬عمل‭ ‬لإفساح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬العاملين‭ ‬فيها‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬فعاليات‭ ‬اليوم‭ ‬الرياضي‭ ‬بما‭ ‬يكرس‭ ‬دور‭ ‬الرياضة‭ ‬كثقافة‭ ‬مجتمعية‭.‬

النشاط‭ ‬الرياضي‭ ‬كما‭ ‬له‭ ‬فوائد‭ ‬وإيجابيات،‭ ‬فقد‭ ‬شهد‭ ‬كذلك‭ ‬بعض‭ ‬مظاهر‭ ‬غير‭ ‬سليمة‭ ‬يعاقب‭ ‬عليها‭ ‬القانون‭ ‬الرياضي،‭ ‬بسبب‭ ‬خروج‭ ‬بعض‭ ‬ممارسات‭ ‬تتعارض‭ ‬وروح‭ ‬المنافسة،‭ ‬وتقحم‭ ‬قضايا‭ ‬غير‭ ‬حضارية‭ ‬في‭ ‬الرياضة،‭ ‬وتبعدها‭ ‬عن‭ ‬الأهداف‭ ‬النبيلة‭.. ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ارتكاب‭ ‬تصرفات‭ ‬أو‭ ‬ممارسات،‭ ‬أو‭ ‬رفع‭ ‬لافتات،‭ ‬أو‭ ‬إطلاق‭ ‬هتافات،‭ ‬تخالف‭ ‬الأنظمة‭ ‬واللوائح‭ ‬الرياضية،‭ ‬والوطنية‭ ‬كذلك‭.. ‬الهتافات‭ ‬التي‭ ‬تطلقها‭ ‬بعض‭ ‬الجماهير‭ ‬في‭ ‬مدرجات‭ ‬الملاعب،‭ ‬والبعيدة‭ ‬كل‭ ‬البعد‭ ‬عن‭ ‬الرياضة،‭ ‬تخرج‭ ‬المفهوم‭ ‬الرياضي‭ ‬عن‭ ‬سياقه‭ ‬الأصيل،‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬محلها‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬رياضية‭ ‬أصلا‭.‬

وبالأمس‭ ‬تابعنا‭ ‬إعلان‭ ‬وزارة‭ ‬الرياضة‭ ‬السعودية‭ ‬حل‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬نادي‭ ‬الصفا‭ ‬لعدم‭ ‬التزامه‭ ‬باللوائح‭ ‬والأنظمة‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمنافسات‭ ‬الرياضية،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬رصد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التجاوزات‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬رابطة‭ ‬جمهور‭ ‬نادي‭ ‬الصفا‭ ‬بمخالفة‭ ‬مواد‭ ‬اللائحة‭ ‬الأساسية‭ ‬للأندية‭ ‬الرياضية‭ ‬التي‭ ‬نصت‭ ‬على‭ (‬الالتزام‭ ‬بالأنظمة‭ ‬واللوائح‭ ‬المعمول‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬المملكة‭).‬

وقد‭ ‬قررت‭ ‬وزارة‭ ‬الرياضة‭ ‬السعودية‭ ‬حلّ‭ ‬مجلس‭ ‬إدارة‭ ‬نادي‭ ‬الصفا،‭ ‬وحرمان‭ ‬المخالفين‭ ‬من‭ ‬الانتساب‭ ‬إلى‭ ‬النادي‭ ‬أو‭ ‬أي‭ ‬أندية‭ ‬أخرى،‭ ‬وإحالتهم‭ ‬إلى‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬لاتخاذ‭ ‬ما‭ ‬يلزم‭.‬

بالطبع‭ ‬ملاعبنا‭ ‬الرياضية‭ ‬ومدرجاتها‭ ‬لا‭ ‬تخلو‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬بعض‭ ‬الأصوات‭ ‬والهتافات‭ ‬غير‭ ‬الرياضية،‭ ‬ولربما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬عنها‭ ‬والإشارة‭ ‬إليها،‭ ‬ورفضها‭ ‬واستنكارها،‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الحرج‭ ‬أو‭ ‬التوجس‭ ‬من‭ ‬إثارة‭ ‬حساسيات‭ ‬معنية،‭ ‬وانجرار‭ ‬الناس‭ ‬نحو‭ ‬قضايا‭ ‬أخرى‭.. ‬ولكن‭ ‬القانون‭ ‬الرياضي‭ ‬الدولي‭ ‬والمحلي‭ ‬يرفض‭ ‬تلك‭ ‬الهتافات‭ ‬ويعاقب‭ ‬عليها،‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تثقيف‭ ‬وتوعية‭ ‬الجماهير‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الهتافات،‭ ‬وهنا‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬مجالس‭ ‬الإدارات‭ ‬في‭ ‬الأندية،‭ ‬والقائمين‭ ‬على‭ ‬الرابطة‭ ‬والجماهير‭ ‬الرياضية‭.‬

اليوم‭ ‬الرياضي‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الذي‭ ‬سيقام‭ ‬في‭ ‬الخميس‭ ‬22‭ ‬فبراير‭ ‬الجاري‭ ‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬لتصحيح‭ ‬مسار‭ ‬الهتافات‭ ‬الرياضية،‭ ‬وإعادتها‭ ‬إلى‭ ‬جادة‭ ‬الصواب،‭ ‬وجعل‭ ‬الرياضة‭ ‬للبناء‭ ‬الجسماني‭ ‬والفكري،‭ ‬والاستمتاع‭ ‬والتقارب،‭ ‬وليس‭ ‬لأي‭ ‬أمر‭ ‬آخر‭.. ‬فالنشاط‭ ‬الرياضي‭ ‬من‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬في‭ ‬الدول،‭ ‬ومن‭ ‬ضمن‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭.. ‬لذا‭ ‬لزم‭ ‬التنويه‭ ‬والتصحيح،‭ ‬واحترام‭ ‬القانون‭ ‬واللوائح‭.‬