كل‭ ‬مؤسسة‭ ‬وهيئة،‭ ‬وكل‭ ‬مهنة‭ ‬ووظيفة،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬توفي‭ ‬حقها،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬واجب‭ ‬الوفاء‭ ‬والتقدير‭ ‬لها،‭ ‬عدا‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬والأمنية،‭ ‬لأنها‭ ‬باختصار‭ ‬تقدم‭ ‬الإخلاص‭ ‬وصدق‭ ‬الولاء‭ ‬والانتماء،‭ ‬والإيثار‭ ‬والفداء،‭ ‬والشهادة‭ ‬والتضحية‭.. ‬وهذه‭ ‬أمور‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬أن‭ ‬توفيها‭ ‬حقها،‭ ‬مهما‭ ‬قلت‭ ‬وكتبت‭.. ‬هناك‭ ‬ديون‭ ‬وحقوق،‭ ‬وتضحيات‭ ‬وأعمال،‭ ‬لا‭ ‬تقدر‭ ‬بثمن،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬تسديدها‭. ‬

قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين،‭ ‬وهي‭ ‬تحتفل‭ ‬اليوم‭ ‬بالذكرى‭ ‬السادسة‭ ‬والخمسين‭ ‬على‭ ‬تأسيسها،‭ ‬تستحق‭ ‬منا‭ ‬كل‭ ‬الإجلال‭ ‬والاحترام،‭ ‬ونقف‭ ‬أمامها‭ ‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز،‭ ‬ونستمد‭ ‬من‭ ‬قوتها‭ ‬العزيمة‭ ‬والإصرار،‭ ‬ونتعلم‭ ‬من‭ ‬نهجها‭ ‬الانضباط‭ ‬والالتزام،‭ ‬ونستلهم‭ ‬من‭ ‬دروسها‭ ‬البطولة‭ ‬والشجاعة‭ ‬والإقدام‭.‬

بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الوطنية،‭ ‬نتشرف‭ ‬أن‭ ‬نرفع‭ ‬أصدق‭ ‬التهاني‭ ‬وخالص‭ ‬التبريكات‭ ‬إلى‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وإلى‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬نائب‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬ونهنئ‭ ‬معالي‭ ‬المشير‭ ‬الركن‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬أحمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬القائد‭ ‬العام‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين،‭ ‬وكل‭ ‬منتسبي‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭.‬

ذكرى‭ ‬تأسيس‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين،‭ ‬تأكيد‭ ‬لقصة‭ ‬نجاح‭ ‬بحرينية،‭ ‬دائمة‭ ‬ومستمرة،‭ ‬متقدمة‭ ‬ومتطورة،‭ ‬قادها‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬أيده‭ ‬الله،‭ ‬منذ‭ ‬نشأتها‭ ‬عام‭ ‬1968م،‭ ‬وتفضل‭ ‬جلالته‭ ‬بتوثيق‭ ‬المسيرة‭ ‬المضيئة‭ ‬للمؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬كتاب‭ (‬الضوء‭ ‬الأول‭)‬،‭ ‬ويستحق‭ ‬أن‭ ‬يشار‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الكتاب‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات،‭ ‬والمعاهد‭ ‬والكليات،‭ ‬لأنه‭ ‬يسجل‭ ‬رؤية‭ ‬حكيمة‭ ‬وملهمة‭ ‬لتاريخ‭ ‬وحاضر‭ ‬ومستقبل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭.‬

كثيرة‭ ‬هي‭ ‬الإنجازات‭ ‬والمهام،‭ ‬والمسؤوليات‭ ‬والأعمال،‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين،‭ ‬بكل‭ ‬كفاءة‭ ‬وتميز،‭ ‬ونود‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تنتهجها،‭ ‬والمنظومة‭ ‬الرائدة‭ ‬التي‭ ‬تشيدها،‭ ‬ومن‭ ‬أبرزها‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن،‭ ‬وحماية‭ ‬المنجزات‭ ‬والمقدرات،‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬الوطن،‭ ‬بجانب‭ ‬المساهمة‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية،‭ ‬والدول‭ ‬الصديقة‭ ‬والحليفة‭ ‬لحفظ‭ ‬أمن‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭.‬

كما‭ ‬يستوجب‭ ‬المقام‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬نشير‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬المسيرة‭ ‬التنموية‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحياة‭ ‬المواطن‭ ‬واحتياجاته،‭ ‬ومن‭ ‬أبرزها‭ ‬المساهمة‭ ‬البارزة‭ ‬عبر‭ ‬منظومة‭ ‬المستشفيات‭ ‬العسكرية،‭ ‬التي‭ ‬غدت‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الطبية‭ ‬والعلاجية‭ ‬المرموقة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة،‭ ‬بجانب‭ ‬حرص‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬الملف‭ ‬الإسكاني‭ ‬عبر‭ ‬إنجاز‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬الإسكانية‭ ‬التي‭ ‬استفاد‭ ‬منها‭ ‬منسوبو‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬برنامج‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬التطوع‭ ‬للمواطنين‭ ‬للالتحاق‭ ‬بالقوة‭ ‬الاحتياطية،‭ ‬يمثل‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬متطورة‭ ‬للاستراتيجية‭ ‬والتنمية‭ ‬في‭ ‬المنظومة‭ ‬العسكرية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬مبدأ‭ ‬وقيم‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية‭.. ‬وستظل‭ ‬الدماء‭ ‬الطاهرة‭ ‬الزكية‭ ‬التي‭ ‬قدمها‭ ‬الشهداء‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬العزة‭ ‬والكرامة،‭ ‬صورة‭ ‬مشرقة‭ ‬وخالدة‭ ‬في‭ ‬ضمير‭ ‬ووجدان‭ ‬كل‭ ‬مواطن‭ ‬على‭ ‬الدوام‭.. ‬فكل‭ ‬التحية‭ ‬والامتنان‭ ‬لقوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين‭ ‬ورجالها‭ ‬البواسل‭ ‬الأبطال‭.‬