«... ما شهدناه اليوم من منشآت جديدة وإمكانات أمنية ولوجستية في معسكر سافرة يعكس الجاهزية العالية لحماية أمن البحرين والقدرة على مواجهة التحديات».
ما تقدم جزء مهم منتخب من كلمة ملكية سامية حوت الكثير من الإطراء والفخر والامتنان لعمل وزارة الداخلية ولوزيرها الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، سجلها سيدي صاحب الجلالة المعظم الملك حمد بن عيسى آل خليفة في سجل الزوار لدى افتتاحه مبنى القيادة والمنشآت الجديدة بمعسكر سافرة في إطار احتفالات المملكة بأعيادها الوطنية. وما يلاحظ في هذه الكلمات الملكية أنها تعبير بليغ عن العلاقة الوطيدة القائمة بين ما تنجزه دولة مملكة البحرين من أعمال وما تشيده من منشآت لخدمة الوطن والمواطن وما تتميز به مؤسسة وزارة الداخلية والعاملين بها من روح وطنية عالية وجاهزية واستعداد دائم لحفظ أمن مملكتنا العزيزة الذي يُعد مفتاح الأمن والأمان وبوابة الازدهار والرقي، وأنها تعبير بليغ عن ارتياح وفخر لمجمل العمل الذي تؤديه شرطة مملكة البحرين ورجال الداخلية كافة بقيادة معالي الوزير وهم يذودون عن حمى الوطن ومواجهة التحديات ما ظهر منها وما بطن!
ولعل في هذه الكلمات القليلة ما يطمئن المواطن البحريني ويشيع في نفسه الثقة بأن الأمن والسلام في المملكة مستتب، وأن مناخ العيش في مملكة البحرين آمن يمنح الفرصة لمزيد من التنمية الاجتماعية والاقتصاية والسياسية والتطوير؛ لأن التلازم بين التنمية والأمن أمر ثابت وحقيقة بديهية لا نقاش فيها، هذا فضلاً عن أن مسألة حفظ الأمن وضمان استدامة السلام الأهلي والاجتماعي قد أوكلت لأياد أمينة حنكتها تجربة تمتد إلى أكثر من مئة عام، وصقلتها وقائع على الأرض كانت فيها وزارة الداخلية في مستوى التحديات الأمنية التي واجهتها البلاد في محطات تاريخية تسللت فيها إلى المجتمع البحريني الآمن أزمات أمنية وأوضاع اجتماعية مخلة كان بالإمكان أن يكون وقعها هدامًا فاتكًا لولا يقظة رجال الداخلية ونساؤها وثقة المجتمع البحريني بمؤسساته الأمنية ودولته القوية العادلة.
في هذه الاحتفالية البهيجة، وقد كانت خاتمة الاحتفالات بمنجزات وزارة الداخلية لهذا العام، أشاد جلالة ملك المملكة المعظم والقائد الأعلى بالدور الوطني الذي تضطلع به وزارة الداخلية بقيادة وزيرها الوطني معالي الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وبالعاملين معه في وزارة الداخلية، منوهًا بعطاءاتهم وتضحياتهم في سبيل الوطن والمواطن، كما أشار إلى العمل المشترك بين قوى الأمن الأربع- وزارة الداخلية وقوة دفاع البحرين والحرس الوطني وجهاز المخابرات- التي يعود لها الفضل في كل ما تنعم به البلاد من الأمن والاستقرار، وقد بيَّن جلالته أدوار هذه القوى الوطنية ورسالتها الأمنية النبيلة التي جعلت مملكة البحرين عزيزة شامخة تنعم بالأمن والاستقرار، وجعلت منها بلدًا جاذبًا للاستثمار والسياحة، ومجتمعًا يسوده الوئام والمحبة.
الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية ألقى بهذه المناسبة كلمة أكد فيها رؤية جلالة الملك نحو أهمية البناء والتطوير والتحديث، وأوصل فيها محبة المواطنين وصدق ولائهم لجلالة الملك المعظم؛ وليؤكد من خلالها بأن وزارة الداخلية التي تحظى بدعم جلالة الملك المعظم، وأنها تسير على النهج الذي أرساه جلالته، وتقتفي المبادئ السامية لجلالته في عملها الشرطي واضعة نصب أعينها مصلحة المملكة العليا وما يحقق الأمن والاستقرار لمواطنيها وما يدعم نهجها الإصلاحي، وأنها من ثم جزء لا يتجزأ من مسيرة التحديث والتطوير المظفرة التي انطلقت مع عهد جلالته قائدًا وملكًا وحكيمًا موجهًا ومرشدًا ونبراس حق يهتدي به كل من آمن بالبحرين ودان بالولاء لقائدها الحكيم. وقد قال معاليه في هذا الإطار: «وزارة الداخلية أصبحت في وضع يهيئها للقيام بمساهمتها في المسؤولية الوطنية لإعلاء شأن البحرين ورفعة مكانتها..».
وقد أشار معالي وزير الداخلية إلى توجيه صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء «نحو التحول إلى شرطة عصرية ليكون لها دورها الفاعل في حماية المكتسبات الوطنية والحفاظ على الأمن والازدهار». وفي هذه الإشارة ما يحمل وزارة الداخلية مسؤولية كبيرة؛ إذ عليها فضلاً عن أدوارها العادية أن تواكب التطورات الإدارية والتقنية، بل وأن تكون سباقة في هذا المجال، وعليها أن تفتح آفاقا جديدة للشراكة الاجتماعية التي أضحت عنوانًا من العناوين التي تعمل الوزارة على تحقيقها بقيادة معالي الوزير الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة.
أمن مملكة البحرين أولوية وطنية مطلقة؛ لأنه مفتاح ازدهار المجتمع وتطوره بكل الاتجاهات، وفي هذا ما يفسر ما يحظى به الأمن في البلاد في سائر أبعاده الاجتماعية والقيمية والاقتصادية والسياسية والبيئية والفكرية من دعم وتوجيه جلالة الملك المعظم ومن متابعة دقيقة حصيفة من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وما يقابل هذا الحرص من تنفيذ حيني من وزارة الداخلية لكل الأفكار والمشروعات التطويرية ومن بناء محكم للمنظومة الأمنية، ولا غرابة في أمر كهذا من رجال تربوا على الولاء والإخلاص وعلى حماية الحق، ووهبوا أرواحهم فداءً للوطن وطاعةً لقيادته الحكيمة.
التعليقات