لم تعد الاحتفالات الوطنية بدول الخليج العربية مقتصرة على كل دولة على حدة، ولكنها احتفالات لـ6 دول خليجية أعضاء بمجلس التعاون الخليجي، وهو ما يؤكد على وحدة هذه الدول في منظومة إقليمية متماسكة وقوية خلال العقود الأربعة الماضية، لذا تحتفل حكومات وشعوب دول مجلس التعاون بهذه المناسبات وكأنها بنيان واحد متماسك.

ومن تلك الاحتفالات يوم التأسيس السعودي، والذي يصادف يوم الثاني والعشرين من فبراير (1727)، ففي مثل هذا اليوم تولى الإمام محمد بن سعود إمارة مدينة الدرعية، والتي شهدت حالة من الاستقرار السياسي، ثم بدأ بدعوة أمراء وشيوخ المناطق للانضمام له، وقد استجابت له القبائل في شبه الجزيرة، فكان هذا اليوم يومًا مشهودًا في تاريخ المملكة العربية السعودية لما أرسته من دائم الأمن والاستقرار والوحدة.

وقد تم خلال الدولة السعودية الأولى من العمل من أجل تعزيز الأمن والاستقرار وتنظيم الموارد الاقتصادية، وقد شهدت مدينة الدرعية تطورًا كبيرًا خلال هذه الفترة، وأصبحت مركزًا اجتماعًا وفكريًا وثقافيًا في شبه الجزيرة العربية، ومكانًا أثريًا فيه الكثير من المعالم التاريخية مثل حي غصيبة التاريخي ومنطقة سمحان وحي الطريف الذي اعتبر أكبر الأحياء الطينية بالعالم، وقد تم تسجيله في قائمة التراث الإنساني بمنظمة اليونيسكو.

وفي العام 1824 استطاع الإمام تركي بن عبدالله بن محمد آل سعود من استعادة الملك وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت حتى العام 1891، وقد تمكن من توحيد الكثير من مناطق شبه الجزيرة العربية، وقد استمر على نهج الدولة السعودية الأولى، وبعدها بعشر سنين استطاع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود(1902) من تأسيس الدولة السعودية الثالثة بعد رحلة طويلة وشاقة مر خلالها على البحرين ثم الكويت حتى استطاع من فتح الرياض من جديد، وعمل على توحيد المملكة العربية السعودية، وقد حقق حلمها بتوحيد السعودية بعد ثلاثين عامًا.

وقد أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قرارًا بتحديد يوم الثاني والعشرين من فبراير يومًا وطنيًا كبيرًا يعرف بيوم التأسيس، وذلك بعد ثلاثة قرون من الدولة السعودية الأولى، وذلك تأكيدًا على عطاء وبطولات الآباء والأجداد المؤسسون لهذه الدولة، وهناك خمسة أهداف رئيسية لهذه الذكرى، الاعتزاز بالجذور الراسخة للدولة السعودية، لاعتزاز بصمود الدولة السعودية الأولى والدفاع عنها، الاعتزاز باستمرار الدولة السعودية واستعادتها لقوة جذورها وقادتها، الاعتزاز بالوحدة الوطنية للمملكة التي أرساها الملك عبدالعزيز آل سعود، والاعتزاز بإنجازات الملوك أبناء الملك عبدالعزيز في تعزيز البناء والوحدة.

فما نشاهده اليوم في الشقيقة الكبرى السعودية هو ثمرات جهود كبيرة قام بها المؤسسون الأوائل، لذا يأتي يوم التأسيس لاستحضار تلك الأعمال، والسعي للمحافظة عليها، فالشعب السعودي الأصيل يعرف بعاداته وتقاليده العربية الأصيلة، وتمسكه بدينه وكتاب ربه، وقد شاهدنا خلال السنوات الماضية التطور التي تشهده المدن السعودية، وقبل هذا وذلك هو الإنسان السعودي، باني النهضة والتطور، وما ذلك إلا للجهود الكبيرة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

ولارتبـاط الشعـب البحريني بالشعب السعودي نرى الاحتفالات بالبحريـن في كل مكـان، وهـذا إلا للحـب الـذي يحمله الشعب البحريني لشقيقـه السعودي، نتمنى الأمن والاستقرار والازدهار للسعودية وشعبها.