هل يهتم صاحب العمل بالثقافة العامة للمتقدم للوظيفة، هل يسأله عن هواياته أو عن أكلته المفضلة أو البلد الذي يرغب في السفر إليه؟ هل لهذه الأسئلة علاقة بطبيعة العمل ومهامها ووصفها الوظيفي والمؤهلات المطلوبة لشغلها؟
ماذا عن المتقدم للوظيفة؟ ما الأمور التي يحرص على معرفتها؟ هل هو مستعد لطرح الأسئلة أم للإجابات؟
من يختبر من؟ صاحب العمل يراجع السيرة الذاتية ومن خلالها يختبر المتقدم للوظيفة، أما المتقدم للوظيفة فيقرأ عن المنظمة التي سيعمل فيها ليطرح الأسئلة (يختبر صاحب العمل).
أسئلة صاحب العمل تحاول التعرف على الكفاءة المهنية، والسمات الشخصية، وهذه الأخيرة قد يختبرها صاحب العمل بأسئلة استفزازية. أحد المتقدمين لوظيفة قال إنه طلب التقاعد المبكر كي يتقدم للعمل الجديد، فكان سؤال صاحب العمل: لماذا لم يرفضوا تقاعدك المبكر؟ وفي مقابلة أكاديمية لمواصلة الدراسات العليا يطرح ممثل الجامعة على الطالب سؤالا استفزازيا بطريقة ساخرة: لماذا اخترت هذا التخصص، هذا غير مطلوب أصلا في سوق العمل؟
في حالات أخرى يأتي متقدم للوظيفة صاحب خبرة ويمتلك مستوى عاليا من تقدير الذات فيقابل بعض الأسئلة بالامتعاض حين يشعر أنها اختبار لقدراته مفترضا أنه شخص معروف ولا يفترض توجيه أسئلة يرى أنها مهينة!
ما قرار صاحب العمل تجاه هذه الحالة؟
في مقابلة التوظيف ليس مطلوبا من المتقدم للوظيفة أن يقدم محاضرة عن نفسه أو يقدم معلومات غير مطلوبة، المطلوب هو الاجابة عن أسئلة صاحب العمل، وفي نفس الوقت من المهم أن يقوم هو بطرح أسئلة لا توحي بأنه لا يعرف شيئا عن المنظمة أو طبيعة العمل، وإنما تعني أنه يعرفها جيدا ويريد أن يتحاور حول مستقبلها وطموحاتها.
تختلف وتتنوع أسئلة مقابلة التوظيف فلكل حالة ما يناسبها، العوامل التي تحدد طبيعة المقابلة تتمثل في طبيعة العمل ومستوى الوظيفة، وهل طالب الوظيفة هو المبادر في التقدم للوظيفة أم هي حالة استقطاب لصاحب كفاءة وخبرة.
بشكل عام لا أعتقد أن من المناسب تقييد المقابلة بنماذج من الأسئلة التقليدية مثل: أين ترى نفسك خلال الخمس سنوات القادمة، أعتقد أن من أهم الأسئلة في نهاية المقابلة والتي تساعد صاحب العمل أو من يمثله في اتخاذ القرار هو: هل لديك أسئلة؟
هنا أقول للمتقدم للوظيفة: يجب أن يكون لديك أسئلة..
التعليقات