احتفى ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي بأكثر من ستين كاتباً وكاتبة من بلدان عربية عديدة منذ انطلاق هذا التقليد التكريمي في العام 2021، وإلى اليوم، وفي العادة يحظى بهذا الاحتفاء شعراء ونقّاد وروائيون وقصّاصون تجاوزوا الخمسين من أعمارهم، وقبل أيام قليلة كانت دائرة الثقافة في الشارقة تحتفي بأربعة من الكتّاب المصريين، وهي الزيارة الخامسة للدائرة إلى القاهرة التي جرت فيها وقائع تكريم هؤلاء الأدباء والكتّاب المؤثرين في الثقافة المصرية والعربية: د. محمد حسن عبد الله (1935)، سيّد أحمد الوكيل (1951)، سحر توفيق (1951)، وحسين حمودة محمد (1955).
المُحتفى بهم في القاهرة أعطوا الثقافة العربية والأدب العربي قصصاً ومسرحاً ودراسات نقدية وبحثية لها قيمتها الثقافية المعتَبَرة في مصر وفي الوطن العربي، وفي العادة، لا تخضع هذه المادة الأدبية المحتفى بها وبأصحابها لترشيحات أو لجان تحكيم، وإنما يذهب التكريم إلى أهله استناداً إلى تاريخ هؤلاء الكتاب، والبعض قد يكون حظي بالقليل من الجوائز الأدبية المحدودة، وظل يعمل بهدوء وصمت وعصامية محترمة إلى أن نال أخيراً تقديره الأدبي والمادي والمعنوي في بلاده، وبين أهله وفي قلب وسطه الثقافي.
هذه إحدى القيم المعنوية النبيلة في ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي، حيث يلقى الكاتب العربي احترامه الأدبي والثقافي من دون أن يسعى هو إلى جائزة، بل جائزته تكمن في أدبه وفي منجزه الثقافي الذي تعاينه دائرة الثقافة في الشارقة، وتسعى إلى الاحتفاء به.
الكاتب العربي، وفي مثل هذه الحالة التقديرية الأدبية والمادية والمعنوية، ينظر باحترام عميق لهذه المبادرات التي تطلقها وتعمل عليها الشارقة في البلدان العربية، وعلى سبيل المثال، فإن تكريمات من هذا النوع الرّاقي والنبيل تأتي في وقتها وفي ظروفها النفسية والمادية بالنسبة للكثير من الكتّاب العرب العصاميين والصبورين والقابضين أيضاً على الكتابة والأدب والإبداع على مرّ الأعوام، وقد يكون أحد هؤلاء مرّ في ضائقات أو في ظروف صعبة ضاغطة على حياته وعلى قلمه، ولكنه، رغم ذلك، جعل من الأدب والثقافة والكتابة خياراً أخيراً ونهائياً، وظل يقبض على قلمه، ولم يفرط أبداً بذاته الأدبية الثقافية.
هؤلاء كتّاب عرب تقدم بهم العمر، وتقدمت بهم الكتابة إلى مراتبها المشرّفة، وهم جديرون بالاحترام والاحتفاء ليبقوا دائماً مرفوعي الرؤوس، ويروا أيضاً ثمرة كتاباتهم وأقلامهم وهم على قيد الحياة بكرامتهم الأدبية والشخصية.
التعليقات